عادي

«ماهراجا».. أكشن وإثارة في شريط سينمائي

23:12 مساء
قراءة 3 دقائق
أثناء تصوير مشهد في الفيلم

دبي: مها عادل

أطلقت شركة «فارس» الفيلم الهندي «المهراجا»، في دور السينما في الإمارات، للمخرج نيثيلان سواميناثان، بطولة فيجاي سيثوباثي، وأنوراغ كاشياب، وهو فيلم مكتوب بعناية، ويناقش موضوعاً اجتماعياً مهماً، في إطار من التشويق، والإثارة، والدراما الإنسانية المؤثرة. ويعتبر الفيلم عودة قوية للنجم فيجاي سيثوباثي وهو العمل رقم 50 في مشواره، وعُرض التنويه عنه ​​على برج خليفة بدبي، ويتمتع فيجاي برحلة ممتدة من الصعود والنجاح، بدأت بكونه مغترباً هندياً عادياً، اتجه إلى العمل في دبي، وتتدرج وصولاً للقيام بدور الشرير في فيلم «جوان» لشاروخان الذي مثل نقلة نوعية في تاريخه الفني، ووضعه على أول طريق النجومية.

تدور أحداث الفيلم الذي ينتمي للسينما التاميلية والذي يعود به سيثوباتي لجمهوره بقوة، حول «مهراجا»(فيجاي سيثوباثي)، أب مُسن يعيش مع ابنته جوثي (ساشانا نيميداس). وفي أحد الأيام، يزور مركز شرطة باليكاراناي في تشيناي، لتقديم شكوى بشأن سرقة «لاكشمي»، ويتساءل رجال الشرطة من هي «لاكشمي»، ليكتشفوا أنها سلة مهملات حديدية صدئة، لها أهمية في حياة المهراجا، وجوثي، حيث أنقذت ابنته بتلقي الصدمة خلال حادث مميت، أودى بحياة زوجته. وتتوالى الأحداث ليكتشف المشاهد لغز سلة المهملات الذي لم يتوقعه أحد.

ونجح المخرج في حبس أنفاس المشاهد من بداية الفيلم، حيث يبدأ بحادثة مفجعة خطفت قلب الجميع وينتهي بمفاجأة صادمة تزيد من الحماس ومشاعر الإثارة بالفيلم.

الفيلم يمزج بين الدراما الإنسانية، والأكشن، والإثارة، ويخلو من السمة المعتادة لكثير من الأفلام الهندية التجارية المعروفة بالاستعراضات، والغناء، والألوان المبهجة، فعلى العكس من ذلك استخدم المخرج صورة قاتمة في أغلب الوقت تخلو من الإبهار، والمناظر الطبيعية التي تتميز بها الكثير من مناطق الهند.

سرقة ومطاردات

تتوالى أحداث الفيلم لتتناول البطل «مهراجا» الذي يبحث عن مجموعة من اللصوص الذين قاموا بسرقة أحد مقتنياته، واقتحام بيته، والاعتداء عليه بالضرب، بينما لا يجد في بلدته من يدعمه، أو يقيم العدل، بخاصة مع الفساد والظلم الذي يعانيه أهل البلدة من ذوي النفوذ ورجال الشرطة، ورغم الإثارة، والمطاردات، والعنف، إلا أن الفيلم ليس دموياً، أو مزعجاً، بل إنه في قمة مشاهد الإثارة والتوتر توجد لمحات من الكوميديا والسخرية التي تفجر الضحك في صالة العرض، وهو نوع من الضحك الذي قد يصنفه البعض ضمن الكوميديا السوداء. ولكن هذه السخرية لم تستمر طويلاً مع تتابع الأحداث بالفيلم، الذي أضحك الجمهور، وأبكاه في نهاية الفيلم.

ولم يغفل المخرج والمؤلف الجانب الاجتماعي والإنساني بالفيلم، حيث تسرد قصته علاقة وثيقة بين الأب، وابنته، تدعو للتعاطف، والتوحد معهما في كل المشكلات التي يمران بها، خلال أحداث الفيلم. ورغم الحالة الدرامية التي تغلب على الفيلم،إلا أن روح التفاؤل والأمل بحياة ومستقبل مشرق كان متوفراً، ومتمثلا في طموح ابنته اليافعة.

الموسيقى التصويرية كانت من أهم أدوات الإبداع في الفيلم، واستخدمها صنّاعه ككارت رابح في جذب انتباه الجمهور، وتوحيد مشاعره طوال أحداث الفيلم التي تراوحت بين الأكشن، والإثارة، والدراما، والفكاهة أحياناً، ونجح المخرج في نسج إيقاع درامي متسارع للأحداث، وطرح تساؤلات وغموضاً طوال مدة الفيلم التي تتجاوز الساعتين ونصف الساعة، وجعلت المشاهد في حالة من اليقظة والتفكير المستمر، من دون الوقوع فريسة للملل، كما أن توظيف الصورة بألوان رمادية باهته، وفرت عاملاً بصرياً هاماً أسهم في نقل حالة الشقاء، والمعاناة، والقهر، وغياب العدالة التي عانى منها البطل طوال أحداث الفيلم. ولكنه فيلم يبقيك متحمساً، ومتحفزاً، ومفكراً، ومستمتعاً، ومتفاعلاً من البداية للنهاية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/32bdaah6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"