عادي

السرد يحارب الألم بسلاح الأمل

18:52 مساء
قراءة دقيقة واحدة

حَفلت السرديات العربية في الآونة الأخيرة بمحكيات المرض والمعاناة الجسدية والنفسية، بوصفها شهادة على تجربة وتسجيلاً لواقع، بحيث تكون في مستوى ما من التمثيل السردي، رداً صورياً على حالة الموت المجازي التي تسكن باطن الجسد السقيم وهو لايزال حياً، وهو أيضاً ما تؤول إليه رواية «أنروكسيا: تحت جناح النسر» منذ عتبة العنوان الأولى التي تستحضرها الكاتبة لطيفة الحاج باعتبارها عنواناً من جهة، وثيمة مهيمنة على طول النص بشكل مباشر. ف«أنروكسيا» هو مرض فقدان الشهية العصابي واضطرابات الأكل الذي يصاب به بعض الأفراد من دون أن يدرك المحيطون بهم أسبابه، وهو المرض الذي شُخِّصت به «سلامة» بطلة هذه الرواية والتي حلمت أن تكون عالمة بيولوجية كأستاذتها في الجامعة، هذا قبل أن يأخذ المرض منها حلمها وتجد نفسها في مستشفى خاص بأمراض الأنروكسيا يحيط بها الممرضون والمعالجون من كل جهة، وهي لاتزال تصارع المرض مع أخريات مثلها، ولكل مريضة حكايتها مع الأنروكسيا التي سترويها سلامة مع كثير من الأحلام والآمال بغدٍ خالٍ من السقم والمرض.

ما يميز هذه الرواية هو القدرة على المزاوجة بين القنوط والأمل، والبلاغة التصويرية في التقاط تفاصيل الألم الحسي والنفسي في الآن ذاته، والذي يحضر في الرواية كحصيلة أسلوبية لدرامية افتراضية بين الذات وباطنها، أو بتعبير أدق بين الإحساس بالعلة المفضية إلى الشعور بالعجز، والرغبة في البقاء والشفاء، مع تمكن واضح من رسم عوالم تخييلية بالغة التأثير عن مشاعر الألم المرضي وماهيته وتجلياته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4zcefy5n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"