عادي
خطوة جديدة بكازاخستان في الذكرى الثلاثين لتأسيسه

برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور يعيد 2274 طائراً إلى الطبيعة

15:20 مساء
قراءة 4 دقائق
أثناء إطلاق الصقور
أثناء إطلاق الصقور

* محمد البواردي: جهود الإمارات لحماية الحياة البرية مشهود لها عالمياً

بعد نجاح الإطلاق الثلاثين لبرنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور خلال مايو/أيار الماضي، بلغ عدد ما أعاده إلى الطبيعة 2274 صقراً من نوعَي الحر والشاهين اللذين تعرضا لضغوط بيئية خلال الثلاثين سنة الماضية.

وأسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، البرنامج في عام 1995، واستمر سنوياً دون انقطاع تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبمتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة- أبوظبي.

وتُشرف الهيئة على تنفيذ البرنامج بشراكة مع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبَّارى ومستشفى أبوظبي للصقور، وبدعم من مكتب مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، وسفارة الإمارات في كازاخستان.

ونجح البرنامج هذا العام في إطلاق 63 صقراً في دورته التاريخية الثلاثين، منها 38 صقر شاهين، و25 حراً تحت إشراف لجنة الغابات والحياة البرية التابعة لوزارة الزراعة في كازاخستان. وتم الإطلاق ضمن نطاق هجرة هذه الصقور والذي يضم منطقة واسعة تشمل أجزاء من كازاخستان وروسيا والصين ومنغوليا والبلدان المجاورة. وتتميز طبيعة هذه المناطق بالجبال الوعرة والسهول الشاسعة التي تحتوي على موائل مثالية تزخر بالفرائس التي تتغذّى عليها الصقور.

استدامة التراث

قال محمد أحمد البواردي، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة- أبوظبي نائب رئيس مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى: «تواصل أبوظبي، والإمارات عموماً، الريادة في المحافظة على الطبيعة وحماية أنواع الحياة الفطرية، لا سيما الجهود المشهود لها عالمياً للحفاظ على الصقور والحبارى وغيرها من أنواع الحياة البرية ذات الأهمية البيئية والثقافية والتاريخية، وذلك لزيادة الفرص المتاحة لها للتغلّب على المخاطر التي تهدد بقاءها وازدهارها في البرية، سعياً وراء استدامة التراث التاريخي للصيد بالصقور».

وأشار البواردي، إلى أنه على الرغم من سهولة الاحتفاظ بالصقور على مدار العام في الآونة الأخيرة بفضل التقدم العلمي وتحسن الظروف الاقتصادية، كان الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، متمسكاً بتقليد الآباء والأجداد بإطلاق الصقور البرية بعد انتهاء موسم الصيد، إيماناً منه بأهمية هذا في المحافظة على هذه الأنواع وحمايتها من الانقراض. وقال: لم يكتفِ الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بإحياء هذا التقليد المستدام؛ بل بادر بتأسيس برنامج مؤسسي لإطلاق الصقور منذ ثلاثين عاماً، لا يقتصر على إعادة الصقور البرية إلى مواطنها النائية في كازاخستان والصين وروسيا وغيرها من مناطق الهجرة والتكاثر، وإنما يشمل دوره أيضاً إعادة تأهيلها للتكيف مع البرية وإجراء الدراسات والأبحاث العلمية لمعرفة خصائصها البيولوجية ومواطنها ومسارات هجراتها.

وذكر البواردي، أنه إضافة إلى استمرار برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور سنوياً دون انقطاع، تتواصل مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لحماية الحياة البرية والمساعدة في المحافظة على التوازن الطبيعي للأرض، والتي شملت في هذا المضمار، مثلاً، تخفيف آثار الصعق الكهربائي على الصقور وغيرها من الطيور الجارحة في منغوليا، وشمل ذلك 27000 عمود كهرباء، ما ساعد على إنقاذ نحو 18000 طائر جارح سنوياً، منها ما يقرب من 4000 صقر حر مهدد بالصعق، وإنشاء 5000 عش اصطناعي للصقور في منغوليا.

وقال: تشير التقديرات إلى مساهمة هذه الأعشاش في إنتاج 25000 فرخ من صقور الحر خلال 15 سنة، ما يعزز أعدادها في البرية. وينفذ مشروع مشترك في بلغاريا مع «منظمة البلقان الأخضر» لمساعدة صقور الحر على التكاثر في أعشاش اصطناعية تشكل منصات إطلاق تلقائي لها ضمن موائلها الطبيعية، بهدف استعادة مجموعتها المتدهورة في جنوب البلقان منذ نهاية القرن الماضي.

وأضاف: على صعيد متصل، يتعاون صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة مع صندوق الشاهين في الولايات المتحدة الأمريكية لتقييم آثار التغير المناخي على الطيور الجارحة القطبية، بما في ذلك تقدير معدلات البقاء وأولويات الحماية لصقر الجير في أمريكا الشمالية، ويتواصل العمل مع شركاء آخرين من مختلف أنحاء العالم لتطوير مشاريع جديدة لتحقيق نتائج استراتيجية شاملة وتطوير القدرات المحلية في أبحاث الطيور الجارحة وطرق الحفاظ عليها.

وأشاد البواردي، بالشراكة الناجحة التي ساعدت على نجاح برنامج الشيخ زايد، وشكر السلطات الكازاخية التي أسهمت بجهود كبيرة في تسهيل عمل الفريق المشترك لتنفيذ البرنامج لتعزيز جهود أبوظبي للحفاظ على أنواع الصقور المعرضة للمخاطر، ودعم مبادئ الاستدامة البيئية وحماية التنوع البيولوجي والمحافظة على الأنواع المهمّة للتراث الإنساني وزيادة قدرتها على مواجهة مخاطر عديدة متمثّلة في توسّع الأنشطة البشرية على حساب مواطن الحياة البرية والتغير المناخي وغيرها من العوامل الطبيعية والبشرية.

فحوص

خضعت جميع صقور البرنامج لمجموعة متكاملة من الفحوص البيطرية والتدريبات المكثفة، وإضافة إلى الحلقات التعريفية المعتادة، زُرعت شرائح إلكترونية لجميع الصقور، وزودت عينة تمثيلية من 10 صقور (5 من كل نوع) بأجهزة تتبع متصلة بالأقمار الصناعية تعمل بطارياتها بالطاقة الشمسية لرصد معدلات البقاء والانتشار ومسارات الهجرة وجمع البيانات العلمية التي تُستخدَم لتطوير طرق التأهيل والتدريب والإطلاق واختيار المواقع الملائمة للصقور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4bzp9etu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"