عادي

بالصور| «مناطق الزومبي».. كأس أوروبا تكشف الوجه الخفي للمدن الألمانية

16:56 مساء
قراءة 3 دقائق
مناطق الزومبي في ألمانيا
مناطق الزومبي في ألمانيا

إعداد : محمد كمال

رغم ما تحققه بطولة كأس أوروبا من زخم إعلامي واقتصادي وسياحي لألمانيا، فقد كشفت كذلك عن ذلك الجانب المظلم في بعض المدن الألمانية، وهي بؤر يطلق عليها «مناطق الزومبي»، والخاصة بتعاطي المخدرات من الدرجة الأولى في مشاهد صادمة للكثير من مشجعي كرة القدم.
ويشير تقرير لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية إلى أن مشجعي إنجلترا أثناء توجههم لمتابعة مباراة منتخبهم أمام صربيا كان عليهم المرور بـ«منطقة الزومبي» في فرانكفورت حيث مشاهد مدمني المخدرات تطغى على الصورة العامة.

الصورة
مناطق الزومبي في ألمانيا


ورصد التقرير رجلاً يرقد في غيبوبة عند مدخل محطة السكك الحديدية الرئيسية في فرانكفورت، بينما على بعد بضعة أقدام تتعاطى امرأة علناً مخدرات من الدرجة الأولى، فيما يظهر اثنان آخران يحمل وجهاهما ويلات سنوات من تعاطي المخدرات مثل «الزومبي»، وقد بللت إحداهما نفسها دون أن تلاحظ ذلك على ما يبدو، وهي تحقن نفسها بـ«المواد الأفيونية الاصطناعية» ثم تدخل في حالة من الذهول.
و«منطقة الزومبي» في فرانكفورت، تعتبر منطقة الضوء الأحمر التقليدية في المدينة الواقعة بوسط ألمانيا والتي تقع على نهر الماين، والتي أصبحت رهينة مؤخراً لكوارث المخدرات المروعة.
ويشير التقرير إلى أنه في بضعة شوارع فقط في وسط المدينة، يوجد ما يقدر بنحو 5000 مدمن مخدرات، اتخذوا من شوارع وسط فرانكفورت موطناً لهم، فيما يعمل حوالي 300 تاجر على مدهم بالجرعات.
وأمام حاجة المدمنين لتوفير النفقات دائماً؛ فإن بعضهم يلجأ الى جرائم، وتشتهر المنطقة بعمليات السطو وسرقة الهواتف.

الصورة
مناطق الزومبي في ألمانيا


وتشير إحصاءات الشرطة إلى أنه يتم الإبلاغ عن 10000 جريمة جنائية كل عام، بما في ذلك 1100 اعتداء و900 حادثة نشل و250 عملية سطو في الشوارع. وفي الواقع، فإن نصف عمليات السطو في شوارع فرانكفورت تحدث في «منطقة الزومبي».
وعلى الرغم من الدوريات المتزايدة، تكافح الشرطة للسيطرة على الفوضى، حيث أسفرت الجهود الأخيرة عن توجيه 418 تهمة جنائية، و86 جنحة، و78 اعتقالاً، وإنشاء منطقة حظر أسلحة ليلاً.
ويشير أحد المتعاطين لمخدر «الفنتانيل» إلى امرأة بالقرب منه قائلاً:«إنها قد تستيقظ في غضون ثلاثة أيام، من يدري أو من يهتم إذا لم تستيقظ؟». وأضاف: «لقد رأيت الناس يموتون هنا بسبب المخدرات. لا يمكن للأطباء أو الحكومة مساعدتنا»، ويستطرد: «لقد سُرقت تفاصيل هويتي ولا أستطيع الحصول على أي منفعة أو مساعدة من الدولة. وضع سيئ للغاية».

الصورة
مناطق الزومبي في ألمانيا


والمثير أن صفوفاً من تجار المخدرات الصغار يظهرون في صفوف بالشارع، ويحاولون بيع بضاعتهم المخبأة في حقائب ظهر لمشجعي كرة القدم أثناء البطولة، ويرصد التقرير مشجعاً تبادل ورقة نقدية بقيمة 50 يورو مقابل ما يبدو أنه «كوكايين» في رقائق فضية. ويتسكع تجار آخرون في زوايا الشوارع وينتظرون اقتراب المشجعين منهم وهم يتمتمون أحياناً «كوكايين، حشيش». كما يسير التجار عبر الحشود ويقدمون للزوار المخدرات، وهو أمر غير قانوني في ألمانيا.
وعلى الجانب الآخر؛ يصطف ضباط الشرطة ينظرون إلى التجار وعملائهم وهم يقومون بأعمالهم. ويحرص الضباط على عدم قيام أحد بتصويرهم، وقد تعرض أحد الصحفيين للكمة قوية عندما أخرج عدسته وحاول رصد تجار المخدرات.

الصورة
مناطق الزومبي في ألمانيا


والمنطقة التي تعاني من الجريمة والمخدرات، والمعروفة باسم منطقة محطة القطار، تبلغ مساحتها 53 هكتاراً، تعتبر منطقة خطيرة جداً لدرجة أن الشركات الأمريكية تحذر موظفيها من الاقتراب منها.
ويقول الخبير الأمني بيتر بوستليب إن مخدر «الكراك» يفاقم الأوضاع، فهو خطير للغاية لأنه يجعل الناس عدوانيين ويجعلهم «مجانين» حقاً، وهو ما أدى إلى تدهور المنطقة أمنياً.

الصورة
مناطق الزومبي في ألمانيا


ويشير إلى أن فيروس كورونا فاقم الأوضاع، فقد تم إغلاق العديد من المتاجر والشركات المحلية، ولا تزال الغرف فارغة وبمجرد التعرف اليها تتحول إلى بؤرة لتجارة وتناول المخدرات.
وتقول شرطة فرانكفورت إنها تعمل على تحسين الوضع، وأصرت: «هذه المدينة تحت السيطرة».
وأضاف مفوض الشرطة ستيفان مولر: لانزال على حوار وثيق مع شركائنا الأمنيين. لا يمكن القضاء على الظروف اللاإنسانية في بعض الأحيان في الأماكن العامة إلا من خلال استراتيجيات شاملة لمكافحتها. يتطلب هذا الحي المهم اهتماماً خاصاً ونهجاً خاصاً للأمن.»
وعلى الرغم من إصرار الشرطة على السيطرة على وسط المدينة، إلا أنها تنصح مشجعي إنجلترا والمشجعين الآخرين بالمضي قدماً «بحذر شديد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5yue5a2s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"