عادي
مع وصولها إلى 10 آلاف دولار للطن

من المستفيد من ارتفاع أسعار الكاكاو؟

19:37 مساء
قراءة 4 دقائق

تسجّل أسعار الكاكاو ارتفاعاً في الأسواق، لكن هذا الارتفاع يفيد مزارعي هذه الحبوب، ومصنّعي مشتقاتها، وكذلك المضاربين، وصانعي الشوكولاتة، على نحو متفاوت.

ففي مارس/ آذار، ارتفعت الأسعار إلى أكثر من 10 آلاف دولار للطن، في نيويورك، من جراء تراجع المحاصيل في غرب إفريقيا، بسبب سوء الأحوال الجوية، والأمراض التي تقضي على المزارع القديمة. لكن الأسعار تراجعت مذّاك الحين عن ذروتها، إلا أنها لا تزال أعلى بثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي.

  • تفاوت كبير بين المنتجين

في ساحل العاج وغانا، أكبر منتجي الكاكاو في العالم، تحدّد السلطات الأسعار في أكتوبر/ تشرين الأول على أساس الأشهر السابقة. ولكن بحلول الفترة المشار إليها تكون المحاصيل «بأغلبيتها قد بيعت مسبقاً»، وفق تانكريد فواتورييه من منظمة البحث والتعاون الزراعي الفرنسية «سيراد».

هذا الأمر يحدّ من تأثير تقلبات أسعار الكاكاو، سواء صعوداً أو هبوطاً، لكن هذه الطفرة لا تفيد على نحو مباشر صغار المنتجين الذين تقتصر مكاسبهم عادة، على ما بالكاد يكفيهم.

إلى ذلك، رفعت السلطات سعر المحاصيل المتوسطة في إبريل/ نيسان بنسبة 50% إلى ما بين 2300 و2500 دولار للطن، وهي زيادة متواضعة مقارنة بما يمكن أن يتقاضاه المزارعون في البورصات العالمية.

وفي البلدان ذات القواعد الأقل تنظيماً، على غرار الكاميرون، ونيجيريا، والإكوادور، والبرازيل، استفاد المزارعون من هذا المنحى بشكل أكبر.

فقد سُمح لهؤلاء المزارعين ببيع حبوبهم لجهات مستعدة للشراء بأسعار تقارب تلك التي تُدفع في الأسواق المالية. لكن هذا النهج غير المنظّم يأتي مصحوباً بمخاطر.

وقال منسق غرفة البن والكاكاو في البيرو، ديفيد غونزاليس، في تصريح لوكالة فرانس برس: «إن ارتفاع الأسعار جعل الإنتاج أكثر جاذبية».

لكن تبقى الخشية من أن إنتاج الكاكاو سيشهد فائضاً في غضون ثلاث، إلى خمس سنوات، وهو الوقت الذي يحتاج إليه المزارعون الذين يأملون في الاستفادة من زراعة أشجار جديدة، ما سيخفّض الأسعار مجدداً.

  • وسطاء يتحيّنون الفرص

وعموماً، يتفاوض المصنّعون الرئيسيون لمشتقات الكاكاو ممن يطحنون الحبوب لتحويلها إلى زبدة، أو مشروبات كحولية، أو مسحوق، ولا سيما باري كاليبوت السويسرية، وكارغيل الأمريكية، وأولام السنغافورية، سنوياً على قسم كبير من إمداداتها مقدماً.

لكن بعض العقود لم يتم الوفاء بها، ما أجبرهم على البحث عن الكاكاو الذي تشتد الحاجة إليه بكلفة عالية، وفي بعض الحالات إلى خفض الإنتاج.

وأعلنت باري كاليبوت في أوائل إبريل/ نيسان أنها سحبت أكثر من المعتاد من احتياطياتها النقدية لتمويل مشتريات الحبوب، لكن لديها ما يكفي من الكاكاو لتلبية الطلب.

وقد يجد وسطاء أصغر حجماً صعوبة في توفير الأموال اللازمة للتكيف مع الأسعار المرتفعة.

ومع ذلك، هناك مجموعة من الوسطاء الذين يسعدهم ارتفاع الأسعار.

وقال ستيف ووتريدج، من مركز تروبيكال ريسرش سيرفيسز لتحليل بيانات السلع الاستوائية، في تصريح لفرانس برس، إن المهربين يمكن أن يستفيدوا بشكل كبير.

وأشار إلى احتمال استفادة تجار السوق السوداء من الأنظمة في ساحل العاج، وغانا، عبر شراء الكاكاو بسعر أعلى قليلاً من الأسعار المحددة وبيع الحبوب في الأسواق المفتوحة في توغو، أو غينيا، أو ليبيريا، أو سيراليون.

  • فرص متفاوتة

وتسجل أسعار الكاكاو ارتفاعاً لأن العرض أقل من الطلب، للعام الثالث على التوالي، وفقاً للمنظمة الدولية للكاكاو.

وتعوّل صناديق الاستثمار التي استشعرت تبدّل الظروف، على ارتفاع الأسعار، وتحقق أرباحاً في هذه العملية.

ولكن اعتباراً من يناير/ كانون الثاني، أصبحت الأسعار شديدة التقلّب على نحو لا يروق حتى لصناديق المضاربة الأكثر شهية للربحية.

وانسحب مستثمرون كثر من السوق بالكامل، فتراجع حجم العقود المتداولة من 334 ألفاً في منتصف يناير/ كانون الثاني إلى 146 ألفاً في إبريل/ نيسان، وفق أولي هانسن من «ساكسو بنك».

ووفق ووتريدج «لا يمكن تحميل المضاربين مسؤولية تضخيم الأسعار بشكل مصطنع».

من ناحية أخرى، تميل شركات الوساطة التجارية بين الدول، وأيضاً صانعو الشوكولاتة إلى التحوّط من انعكاسات الأسعار.

لكن بعدما ارتفعت الأسعار اضطر كثر من هؤلاء لرصد مزيد من الأموال لتغطية خسائرهم المحتملة.

  • صانعو الشوكولاتة يتكيّفون

ونظراً إلى الفارق الزمني بين حصاد الكاكاو والمنتج النهائي، لا ينبغي نظرياً، أن ترتفع كلفة الشوكولاتة على رفوف المتاجر بالنسبة إلى عمالقة القطاع، على غرار مارس، وموندليز، ونستلة، وهيرشي، وفيريرو.

وأكد الرئيس التنفيذي لنستلة، أولف شنايدر في إبريل: «إن شركته مغطاة إلى حد كبير بفضل العقود الآجلة لما تبقى من العام».

لكن مع مرور الوقت، فإن ارتفاع أسعار الكاكاو الخام سيكون له تأثير في نهاية المطاف.

وتجنّباً لتحميل الكلفة لمستهلكين متضررين بالفعل من ارتفاع التضخم، يمكن للمصنعين تغيير وصفاتهم، على غرار زيادة نسبة البندق في نوتيلا على سبيل المثال، أو تقليل حجم الحصة.

وحتى بالنسبة إلى صانعي الشوكولاتة الحرفيين، فإن كلفة الكاكاو الخام لا تشكّل سوى جزء صغير من المنتج النهائي.

وقال سيباستيان لانغلوا، أحد مؤسسي «شركة الكاكاو الفرنسية» لفرانس برس «هناك هامش كبير» بالنسبة لألواح الشوكولاتة، ما خفف من تأثير ارتفاع تكاليف الحبوب.

وأضاف أن شركته، التي تبيع المنتجات العضوية ومنتجات التجارة العادلة، لم ترفع أسعارها بعد. (أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/246x558e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"