الأوراق المختلطة

00:31 صباحا
قراءة دقيقتين

بين الحرب المستمرة في غزة، واحتمالات نشوب المواجهة بين إسرائيل، و«حزب الله»، ومعه إيران وحلفاؤها ربما، تتعقد الملفات في المنطقة، وتختلط أوراقها متراوحة بين السخونة، والهدوء، وبين قرب بلوغ نهاية في القطاع، وجمود ملف التفاوض الذي تسعى الأطراف المعنية إلى إحيائه الآن.

يكاد المراقب يشعر في أيام، أن الوضع على وشك الانفجار، فاتحاً أبواباً أخرى من القلق، وعدم الاستقرار في المنطقة، وفي أيام أخرى يفرض الاعتياد نفسه على مجريات الأمور، وتتحول يوميات غزة إلى عناوين باردة على الشاشات، رغم ما فيها من مآسٍ متواصلة.

ربما تعاني قضية غزة التي كانت محور تحركات عالمية مكثفة منذ تفجر المواجهة بين «حماس» وإسرائيل، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، انشغالاً عنها هذه الأيام، بل إن البعض يرى أنها قد تستمر فيما يشبه الجمود، إلى أن يتحدد في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، من يقود الولايات المتحدة الأمريكية:

الرئيس الحالي جو بايدن، أو بديله، إذا استجد ما يمنعه من الاستمرار في السباق الانتخابي، أم سلفه دونالد ترامب المتأهب للعودة إلى البيت الأبيض؟ هذا الجمود يستبعده البعض استناداً إلى أن طرفي الحرب في غزة، وقد يشاركهما في ذلك أطراف بالمنطقة، قد لا يحتملان استمرار المواجهة إلى حين تحديد الرئيس المقبل للولايات المتحدة، لما في ذلك من خسائر لهما، وفي قلبها استمرار الخلافات داخل المجموعة الحاكمة في إسرائيل، والأهم طبعاً، فداحة الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون في غزة.

والأخطر في الأمر أنه إذا خضع الملف للتبريد أو الجمود حتى نوفمبر/ تشرين الثاني، فقد يغذي احتمالات فتح الجبهة الأخرى بين إسرائيل و«حزب الله»، بما لذلك من عواقب وخيمة على المنطقة.

عوامل الانشغال عن غزة أيضاً قد تشمل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرر إجراء جولة إعادتها هذا الأسبوع، وإن لم تمنع الاشتباك اللفظي بين إيران وإسرائيل، والتهديدات المتبادلة في حال امتدت النيران من القطاع إلى الجنوب اللبناني، وربما ما بعده، سواء داخل لبنان، أو خارجه في أقطار عربية أخرى.

وهذا هو السيناريو الذي تقول إسرائيل إنها قادرة في حال اكتماله على «كسر المعادلة» عبر استخدام «أسلحة يوم القيامة»، في حال تعرضت لخطر وجودي من دول بالمنطقة. الأقرب هو انتظار نتائج الانتخابات الإيرانية، والنظر في خطاب الفائز فيها تجاه إسرائيل، وبالطبع أمريكا، خطابه المتعلق تحديداً بـ «حزب الله»، ولبنان والأطراف الدولية المعنية بملفه، وفي مقدمتها فرنسا المنشغلة هي الأخرى بتطوراتها السياسية الداخلية، وأحدثها تصدر اليمن المتطرف في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية، وما يعني ذلك من هزيمة، بشكل أو آخر، للرئيس إيمانويل ماكرون.

رغم كل هذه التداخلات، تقول إسرائيل إن الحرب في غزة ستنتهي «بصورتها الحالية»، خلال عشرة أيام، وإن خطة «اليوم التالي» في القطاع باتت مكتملة، وهو أمر محل شك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ymmwbc6u

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"