تحدّي تشكيل الوعي

00:38 صباحا
قراءة دقيقتين

التحدّي الأجمل يواصل انتشاره في العالم العربي، ويجرف بتياره الثقافي المزيد من عشاق القراءة، والمزيد من المتمسكين باللغة العربية، وبالكتاب بمختلف أشكاله، وبالنصوص بمختلف ألوانها.. اليوم يتوّج «تحدّي القراءة العربي» أبطال دورته الثامنة على مستوى دولة الإمارات، في احتفالية في مركز دبي التجاري العالمي، واليوم نقترب من موعد الحسم والاحتفال الأكبر في ختام هذه التظاهرة، لنشهد أجمل لقاء يضم طلابنا الشباب القادمين من مختلف الدول، والفائزين بالمركز الأول، كلّ في بلده، لتتويج بطل القراءة العربي للعام الجاري.

أول ما تتميز به هذه الدورة من التحدي القرائي أنها سجلت أرقاماً قياسية جديدة، كأنها تحرص في كل مرة، ومنذ تأسيسها في عام ٢٠١٥، على تكريس ريادتها، لتبقى الظاهرة الفريدة من نوعها في العالم، والظاهرة التربوية والتعليمية والتثقيفية الأكثر نفعاً لطلابنا، والداعمة دائماً وأبداً للغتنا، ولفعل القراءة، والقادرة على تقريب المسافة في زمن العالم الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، والألعاب الإلكترونية، بين الكتاب وأبنائنا.

أكبر مسابقة قراءة على مستوى العالم نجني ثمارها كل عام، فتفرح قلوبنا بما تحققه من إنجازات، حيث تشعل نار الغيرة الحميدة بين المدارس، وبين الطلبة، وبين المشرفين التربويين، وبين المؤسسات التربوية في الدول العربية، كما تحث أصحاب الهمم أيضاً على المشاركة في التحدي، وتصل إلى طلبتنا وأبنائنا المنتشرين في بلاد الاغتراب.. تنشر فرح التنافس على قراءة الكتب، وفهم محتواها، وتلخيصه، والتحلي بالقدرة على مناقشة المضمون، واجتياز كل الاختبارات.

المشاركات في الدورة الحالية وصلت إلى ٢٨,٢ مليون طالب وطالبة (بزيادة تبلغ ١٣,٧%، مقارنة بالمشاركين في الدورة السابعة)، من ٢٢٩ ألفاً و٦٢٠ مدرسة، من ٥٠ دولة، وتحت إشراف ١٥٤ ألفاً و٦٤٣ مشرفاً ومشرفة؛ نحن لا نحتفل بأرقام، بل بالحالة التي تحققها هذه التظاهرة، والتي لا تقتصر على أعداد الطلبة المشاركين والذين يفوزون بمجرد اشتراكهم بالمسابقة، لأنهم يكتسبون عشقاً فريداً من نوعه، عشق الكتاب، والقراءة، والعيش في عالم الحكايات والكلمات واللغة العربية.. الحالة هذه تعيشها عائلات بأكملها، وليست محصورة بالطالب المشارك فقط، ويعيشها معلمون ومدارس ومشرفو ومديرون.. وتتباهى بنتائجها دول، ويتحدث عنها الناس.

ظاهرة وتظاهرة ثقافية فريدة، تسهم في تشكيل وعي الأجيال، وتسهم في رسم الخريطة الثقافية لأبناء اليوم، والمستقبل، ومن خلالها نتمكن من الحفاظ على اللغة العربية، ونقل حبها، وأهمية حمايتها في ظل الطوفان «الأجنبي» الذي يجرف الأبناء نحو تبنّي لغته، ونبذ العربية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3248mh

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"