عادي
صيفنا قراءة

شيخة الجابري: الكتب دواء لأزماتنا النفسية

15:14 مساء
قراءة 4 دقائق
الشارقة: علاء الدين محمود
«القراءة مصدر الوعي والفكر»، هكذا تحدثت الكاتبة والشاعرة شيخة الجابري عن أهمية القراءة، وضرورة تحصيل المعارف، فهي ترى أن الكتب تمنح الإنسان القدرة على الارتباط بذاته، وتخصله من أزماته النفسية، وهي الدواء للأرواح، حيث الكتاب منذ الأزل الصديق الصدوق الأوفى والأكثر التصاقاً بالبشر وارتباطاً بحركاتهم وسكونهم كذلك، وهي التي تمد المرء بالخبرة في مواجهة الحياة وتمكنه من التعرف إلى الآخر وثقافات الشعوب.
وتؤكد شيخة الجابري على أن العطلة الصيفية هي فرصة جيدة للقراءة والتعمق في فهم العالم، وهي كذلك فرصة للأسر لتعزيز العلاقة بالكتاب، وتوجيه الأبناء نحو المزيد من الاطلاع، مشيرة إلى أنها تفضل أن تكون بداية علاقة الأطفال بالقراءة عبر الكتاب الورقي، كما أن تلك العملية فيها نوع من الوفاء للكتاب نفسه.
*فكر
وتلفت شيخة الجابري إلى أهمية القراءة في الفكر أكثر، إذ إن على المرء أن يتقن قراءة الحياة حتى لا يٌصدم بمواقفها المختلفة، فالكتاب خير معين لنا، وأوضحت أن الفلسفة تعنى بالأسئلة التي هي نتاج التفكير والتأمل في الوجود، كما أنها تفتح أمام الإنسان الكثير من الآفاق، لذلك لابد من قدر من الاطلاع على المؤلفات ذات الطابع الفكري، وكذا الحال بالنسبة لعلم النفس، فهو يؤدي إلى اكتشاف ومعرفة الإنسان لذاته.
«القراءة مطلقة الجناحين»، بهذه الكلمات أكدت شيخة الجابري على أهمية التنويع في القراءة، والإقبال على المؤلفات التي تزيد من معلوماتنا ومعارفنا، مشيرة إلى ضرورة الاطلاع على الكتب التي ترتقي بالذائقة وتغرس القيم وتحافظ على الأخلاق والمثل النبيلة والفاضلة، وكذلك المؤلفات التي تستشرف المستقبل، حيث إن عالم الكتب أشبه بالبستان الذي تتنوع فيه أشكال الثمار، وعلى المرء أن يقتطف منه ما يشتهي، وفي ذات الوقت ما يفيده، ومسألة الميول مهمة في عملية الاطلاع، ودائماً ما يفضل المرء قراءة جانب معين سواء في المعرفة أو الأدب.
وتدعو شيخة الجابري إلى الإقبال على قراءة الشعر، باعتباره ديوان العرب، وهو يسمو بالنفس الإنسانية ويرتقي بها، كما أنه جزء من ذاكرة كل إنسان عربي، ويجب أن لا يهجر فهو ينعش الروح ويغرس في نفس المرء الكثير من الأخلاق النبيلة، وكذلك فإن الرواية باتت تحتل مكانة كبيرة في قلوب عشاق الأدب، وهي من الإبداعات الراقية التي ترصد حركة المجتمعات وتتناول الواقع وتسافر بأجنحة الخيال إلى عوالم جميلة، وتنصح القراء بالاطلاع على الأعمال السردية سواء العربية أو العالمية.
وفي جعبة شيخة الجابري الكثير من المؤلفات التي تعمل على قراءتها في الفترة القادمة منها كتاب «قلق السعي نحو المكانة»، للكاتب آلان دو بوتون، ويتناول بحث الإنسان المستمر عن المكانة في المجتمع، فموقع المرء في السلم الاجتماعي يلعب دوراً حاسماً في حياة البشر، والكتاب يجيب عن سؤال: هل يستحق البحث عن المكانة تقديم التضحيات؟ ويعتبر الكتاب أغنى وأظرف وأكثر أعمال دو بوتون انتشاراً.
وهناك أيضاً كتاب «لست بخير؟»، للكاتبة كلير تشامبرلين، وهو من المؤلفات التي تعين الإنسان على مجابهة صعوبات الحياة، حيث يطرح الكثير من الأسئلة حول مدى شعور المرء في بعض الأحيان من المشكلات والإحباط وقلة الراحة، ويعمل الكتاب على مواساة البشر ومصالحتهم مع إخفاقاتهم وتحويل السلبي إلى إيجابي.
*السرد
وتلفت شيخة الجابري إلى أنها تقبل على قراءة عدد من الأعمال الروائية، فهي مغرمة بالسرد، وقد اطلعت على العديد من روايات الغرب وأمريكا الجنوبية وكوريا واليابان، وهذا التنوع يطلع الإنسان على ثقافات وعادات الشعوب، فالرواية تقرب المسافات بين الناس، وتشير إلى أن هناك حركة كبيرة في مجال الترجمة في الدولة، توفرت معها العديد من المؤلفات الروائية العالمية.
وتستعد شيخة الجابري لقراءة رواية «زوج حذاء لعائشة»، للروائية اليمنية نبيلة الزبير، وهي من المؤلفات الرائعة التي تغوص في عمق المجتمع وتتناول قضية المرأة والعلاقة بين الأزواج. وهناك أيضاً رواية «فتنة العروش»، للكاتبة العمانية زوينة كلباني، وهي عبارة عن عمل سردي تاريخي يميط اللثام عن أحداث تاريخية كثيرة، ويضيء على سيرة الملك الشاعر سليمان بن سليمان النبهاني بصورة خاصة، وتشير إلى أن الأدب العماني قد تطور كثيراً وظهرت العديد من الأسماء اللافتة في مجال الرواية.
*استعادة
وترى شيخة الجابري أن العطلة الصيفية هي فرصة جيدة كذلك لاستعادة أزمنة جميلة في عوالم السرد، فهي تعمل على إعادة قراءة عدد من المؤلفات الروائية منها رواية «زوربا اليوناني»، لنيكوس كازانتزاكيس، وكذلك رواية «الخيميائي»، من تأليف باولو كويلو، وهي رواية رمزية، تحرض على التأمل والتفكير وتعتبر أيقونة سردية، وأيضاً هناك كتاب «المكتبة في الليل»، لألبرتو مانغويل، وهو من التحف التي تتحدث عن سر علاقة الإنسان بالكتاب والقراءة، كما تعمل على إعادة قراءة رواية «ذاكرة الجسد»، لأحلام مستغانمي.
*هدوء
الهدوء هو الطقس الوحيد الذي يساعد شيخة الجابري على عملية القراءة، لذلك هي تحب الاطلاع وسط أجواء هادئة تماماً، كما أن الكتاب هو رفيقها الذي تصحبه في أي مكان تذهب إليه.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4hzwjntk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"