عادي

تطالب بـ5 مليارات دولار.. قاصر تقاضي إنستجرام وتكشف «تحديثات خطِرة»

20:55 مساء
قراءة 4 دقائق
إنستجرام

إعداد ـ محمد كمال

دعوى قضائية فريدة من نوعها، تقدمت بها فتاة أمريكية تبلغ 13 عاماً ضد شركة Meta، تتهمها بالسعي إلى إبقاء المراهقين في حالة إدمان لمنصة إنستجرام، مع تعمد تعريضهم لمحتوى وصفته بـ«الضار»، مطالبة بتعويض 5 مليارات دولار، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.

الفتاة القاصر وهي من نيويورك تقدمت للجهات القضائية بطلب للحصول على وضع دعوى جماعية، وذكرت في الدعوى أن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي نفذت ميزات يعرف قادتها أنها ستجعل المراهقين مدمنين على إنستجرام، مثل عرض عدد «الإعجابات» على المنشورات، حتى مع تزايد الأدلة الداخلية على أن الميزة قد تضر بالأطفال، والصحة النفسية.

وتسعى الفتاة إلى الحصول على تعويضات بقيمة 5 مليارات دولار، ليتم تقاسمها بين مستخدمي إنستجرام المؤهلين إذا تم اعتماد الدعوى الجماعية.

ووفق ملفات المحكمة في المنطقة الشمالية من كاليفورنيا، فقد قالت المراهقة إنها عانت القلق والاكتئاب وانخفاض الدرجات الدراسية نتيجة إدمانها لإنستجرام.

  • محامي الفتاة

وقال المحامي ديفيد بويز، الذي يمثل القاصر إنه يجب على ميتا «التوقف عن التلاعب بالأطفال بطرق تضر بهم»، وإنه يجب التأكد من وضع قواعد وتطبيقها.

وجاء في الدعوى أنه في ظل حظر المواد التي تسبب الإدمان جراء الأضرار الجسدية والنفسية التي يمكن أن تسببها، فإن وسائل التواصل الاجتماعي ليست مختلفة، وتثبت وثائق شركة ميتا أنها تعلم أن منتجاتها تضر بالأطفال».

  • المظهر الجذاب

ومنذ تسجيل الدخول إلى إنستجرام في سن العاشرة، طورت المدعية، التي تم تعريفها باسم (أ.أ) أفكاراً تستنكر من خلالها مظهرها، كما تزعم ملفات المحكمة، لأن المنصة تعرض المحتوى الخاص بها من النساء اللاتي تعتقد أنهن أكثر جاذبية. وتؤكد الدعوى أيضاً أنها «لا تستطيع التوقف» عن استخدام إنستجرام عندما تكون مع عائلتها، وغالباً ما تتحقق من الموقع للتأكد من أنها لا تفوت أي قصة لأصدقائها.

وتقول الدعوى إن القلق من تجاهل أصدقائها لها عندما لا يحبون قصصها أو يتفاعلون معها، أدى إلى القلق والاكتئاب، ما أضر بدرجاتها المدرسية.

وإضافة إلى المطالبة بتعويضات بقيمة 5 مليارات دولار، تطلب الدعوى من المحكمة منع ميتا من السماح للقاصرين بإنشاء حساب على إنستجرام دون موافقة الوالدين، كما تستنكر منح القاصرين إمكانية الوصول إلى الإشعارات مثل المتعلقة بالمحتوى سريع الزوال.

  • دعاوى متعددة

هذه القضية واحدة من أولى الدعاوى القضائية التي تسعى إلى الحصول على وضع دعوى جماعية نيابة عن القاصرين ضد ميتا بشأن الصحة العقلية، منذ أن كشفت فرانسيس هاوجين، المبلغة عن مخالفات فيسبوك في عام 2021، عن البحث الداخلي للشركة الذي يظهر أن إنستجرام أدى إلى تفاقم مشكلات صورة الجسم لدى بعض المراهقين.

وتضاف الدعوى إلى مجموعة متزايدة من الدعاوى القضائية ضد الشركة من المدعين العامين بالولاية والمناطق التعليمية، بهدف ربط أزمة الصحة العقلية للمراهقين في أمريكا بوسائل التواصل الاجتماعي. وتقول الدعاوى القضائية إن شركة ميتا انتهكت قوانين حماية المستهلك من خلال نشر ميزات تلاعب لإغراء المراهقين بالبقاء على شبكاتها الاجتماعية من أجل زيادة الأرباح، على الرغم من معرفة المديرين التنفيذيين للشركة أن منصاتهم لها آثار ضارة.

ودفعت الاكتشافات الواردة في وثائق Meta بعض المشرعين إلى صياغة تشريعات لإجبار منصات الإنترنت الكبيرة على اتخاذ خطوات أكثر جرأة لحماية الشباب.

  • إجراءات وقائية

في الشهر الماضي، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروعي قانون لتوسيع حماية الخصوصية والسلامة للأطفال عبر الإنترنت، بما في ذلك عن طرق إجبار المنصات الرقمية على اتخاذ خطوات «معقولة» لحماية الأطفال من إدمان المخدرات والاستغلال والتنمر. ووسعت الحزمة التشريعية أيضًا بعض قيود الخصوصية الفيدرالية الحالية لتطبق على أي شخص يبلغ من العمر 16 عاماً أو أقل، بدلاً من أولئك الذين يبلغون من العمر 13 عاماً أو أقل. وتواجه مشاريع القوانين احتمالات طويلة لتمريرها في مجلس النواب هذا العام.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، رفعت 41 ولاية إضافة إلى العاصمة واشنطن دعوى قضائية ضد شركة ميتا، زاعمة أن فيسبوك وإنستجرام يؤديان إلى تفاقم مشاكل الصحة العقلية بين الشباب، وهو ما يمثل واحدة من أكبر الجهود التي تبذلها الجهات التنظيمية لمعالجة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على رفاهية الأطفال.

وميتا قدمت العديد من الميزات والسياسات التي تهدف إلى جعل تطبيقاتها أكثر أماناً للأطفال، بما في ذلك الإشعارات التي تحث المراهقين على أخذ قسط من الراحة، والقيود على كيفية اتصال البالغين بالأطفال، وأدوات للآباء لتتبع سلوك أطفالهم. لكن هذه التغييرات لم تفعل الكثير لتهدئة الغضب بين بعض الآباء والناشطين والمنظمين، الذين يقولون إن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي لا يزال يؤذي الشباب.

  • ميزات إدمانية

وكانت منصة إنستجرام محور الدعوى القضائية الجديدة، هي الهدف الأكثر شيوعاً للمطالبات القانونية ضد Meta بشأن هذه الأضرار. ويُزعم أن بعض ميزات المنصة قد تم تطويرها عمداً لجذب المستخدمين الشباب، بما في ذلك منشورات الفيديو والصور سريعة الزوال المعروفة باسم «القصص»، و«عدد الإعجابات» التي تشجع المستخدمين على تتبع عدد الأشخاص الذين يؤكدون بشكل إيجابي منشوراتهم، وإشعارات التطبيق. التي تنبه الشباب إلى المحتوى الجديد.

وأظهرت الأبحاث الداخلية أن ميتا عرفت أن المراهقين والشباب هم أكثر عرضة لمقارنة أنفسهم بالآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، كما تقول الدعوى القضائية، وبعد إزالة أعداد الإعجابات، انخفضت المقارنة الاجتماعية السلبية بين المستخدمين بمرور الوقت. وتزعم الدعوى أيضاً أن القصص التي تختفي بعد 24 ساعة ومقاطع الفيديو والصور شجع المستخدمين على فتح التطبيق بشكل متكرر لتجنب فقدان المحتوى الجديد.

وركزت العديد من القضايا السابقة التي تزعم أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي ألحقت الضرر بالمراهقين عمداً، على أمثلة لقاصرين عانوا صعوبات بالغة، مثل الاستغلال أو إيذاء النفس، أو ماتوا بسبب الانتحار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mppyzyu4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"