عادي

لا راحة من الحرب.. إسرائيل تطارد أموات غزة حتى قبورهم

20:53 مساء
قراءة 3 دقائق

«الخليج» - وكالات

قال سكان في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة إن الجنود الإسرائيليين نبشوا مقابر بني سهيلا عدة مرات ليحرموا حتى الموتى من الراحة.

ودفن بلال القهوجي العديد من أفراد عائلته، بينهم شقيقان له، بهذه المقابر في نوفمبر/تشرين الثاني بعد مقتلهم في غارة جوية إسرائيلية، لكن لم يعد بإمكانه إيجاد جثثهم.

وقال القهوجي «نحن سكان هذه المنطقة التي حفرها الاحتلال، دمرها بشكل متكامل في المرحلة الأولى من التوغل على قطاع غزة، في المرحلة الثانية لم نجد أي جثة، لقد حفرها، مرة ومرتين وثلاث مرات، فلا يوجد أي جثة».

وأضاف في إشارة إلى أقاربه القتلى «أمواتي كلهم موجودون في هذه المنطقة، لم أجدهم».

وذكر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنه نبش في مقابر بني سهيلا للبحث عن نفق قال إن حركة حماس شيدته ليكون مركز قيادة عسكرياً، وهو استخدام يقول الجيش إنه يحرم الموقع من الحماية القانونية الدولية.

وينص نظام روما التأسيسي للمحكمة الجنائية الدولية على أن انتهاك حرمة الموتى يشكل جريمة حرب.

وأصبح الوصول إلى المقابر الرئيسية في غزة أمراً خطيراً بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، وبالتالي تدفن العائلات المكلومة موتاها في مقابر غير رسمية تحفرها في مناطق خاوية مع شدة الحصار.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن إسرائيل قتلت أكثر من 39 ألف شخص في القطاع وحولت معظمه إلى أنقاض منذ هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وذكر سكان أن العديد من الفلسطينيين فروا من القطاع بحثاً عن مكان آمن، وبعد مرور عشرة أشهر على بدء الصراع، لحقت أضرار عدة مرات بالمقابر في خان يونس بسبب الغارات الجوية والعمليات البرية التي تشنها إسرائيل هناك.

  • وين نروح؟

ومع امتلاء ثلاجات المستشفيات بالجثث التي تصل باستمرار من مواقع القصف، تبحث الأسر مضطرة عن أماكن أخرى لدفن موتاها.

وقالت أحلام فرحان، وهي واحدة من سكان غزة قُتل ابنها في الحرب، «كل هذا الدمار، كل يوم وإحنا (نخرج) في الشوارع، الميتين مسلموش منهم، وين نروح؟ قولولنا».

ويأتي تدمير المقابر في الوقت الذي يواجه فيه الفلسطينيون نقصاً في الماء والغذاء والدواء والوقود والمستشفيات العاملة.

ولم يتمكن الوسطاء، وهم قطر والولايات المتحدة ومصر، من التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في القطاع، وبالتالي من المتوقع أن تستمر أعداد القتلى في ازدياد.

وقال القهوجي إن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى يجب أن تساعد في إعادة الجثث التي دُفنت هناك.

لكن الفلسطينيين مضطرون في الوقت الحالي إلى التعامل مع الركام والأشلاء بمفردهم، ويضع أفراد الدفاع المدني في خان يونس الجثث في أكياس على الأرض وينقلونها إلى شاحنات.

وقال يامن أبو سليمان مدير الدفاع المدني في خان يونس «هذه هي جريمة الحرب بعينها أن يقوم (الإسرائيليون) بنبش قبور لها أكثر من 50 عاماً».

وطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في 20 مايو/أيار إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين وثلاثة من قادة حماس بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب غزة.

وبينما يعاني الأحياء من أزمة إنسانية وضربات جوية، يبحث بعض الفلسطينيين عن سبب انتهاك حرمة الموتى.

وتساءل أبو سليمان «هل كان ينتقم من الأموات وهم في قبورهم بنبشهم وإخراجهم إلى العراء؟».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/z8f6v66b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"