أثبت التعليم عن بُعد، بأنه أداة مثلى وقوية ومناسبة مع تطور العصر، وأيضاً مع تزايد الظروف والصعوبات التي تعيق البعض عن الالتحاق بمؤسسات التعليم لمواصلة سعيه نحو المعرفة والتزود بالمعلومات المهنية والعلمية.
التعليم عن بعد، ظهرت فائدته البالغة، خلال «كوفيد 19»، والذي كان مخرجاً مناسباً لتواصل مؤسسات التعليم أداء رسالتها التربوية، وتقدم للطالبات والطلاب، الدروس والشروحات والواجبات، بشكل يومي، في حصص دراسية تتم من مسافات بعيدة، هذا النوع من التعليم، يجب ألّا يمر مرور الكرام، ويجب عدم اعتباره مخرج طوارئ، يتم اللجوء له في كل مرة تكون هناك ظروف، مثل الأحوال الجوية وتقلباتها التي تمنع من الحضور للمدارس، بعض الطالبات والطلاب، يعتبرونها إجازة، وهناك تلاعب في الحضور؛ حيث يكتفى البعض بتشغيل الجهاز والاتصال بالصف الدراسي، لكنه في الحقيقة نائم، أو يتناول الطعام في أحد المطاعم، أو في نزهة برية.
هذه الطريقة مشوّهة، وهي تضع هذا النوع من التعليم، في مكانة متدنية، وكأنه إضاعة للوقت، وبلا فائدة حقيقية. بينما الواقع أنها طريقة مبتكرة وحديثة وتتناسب مع روح العصر، في مجال التعليم؛ لأنه يتيح للطلاب في مختلف أرجاء العالم الوصول إلى المواد التعليمية والمقررات الدراسية، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي، وبالتالي هو فرصة حقيقية لنشر التعليم في مختلف أرجاء العالم، خاصة في المواقع التي عرفت بأنها محرومة من انتشار حركة تعليمية واسعة فيها. ولا ننسى أن التعليم عن بعد، بصفة عامة، يمنح الطلاب المرونة في الوقت، ويمكّنهم من تنظيم وقتهم والتعلم بآلية تناسبهم، وهو جانب مهم وقد أشار له مؤسس مايكروسوفت، ورجل الأعمال بيل غيتس، عندما قال: «التعليم عن بعد يمكن أن يتيح للطلاب التحكم في تجربتهم التعليمية بطرق لم تكن ممكنة من قبل».
ويجب ألا ننسى أن التعليم عن بعد، يكتسب أهمية وحيوية مع تطور التقنية ودخول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بقوة في مختلف مفاصل حياتنا، وهناك تطويرات مستمرة في أدوات التعليم وطرقه وآلياته، وبالتالي فإن تلك التقنيات ستعزز وتقوّي حضور التعليم عن بعد، خاصة أن التقنية نفسها، يمكنها أن تنظم وتدقق في مخرجات وطريقة التعليم نفسه، ولا ننسى أن التعليم عن بعد، ذا تكلفة مالية أقل للجميع، والتوسع فيه، قد يكون توسعاً في نشر العلوم والمعارف على نطاق واسع وتعميم المعرفة. المهم هو تطوير آلياته وطرقه، لتكون مخرجاته قوية وفاعلة.
