عادي
وسط مخاوف الركود الاقتصادي..

هدوء الأسواق بانتظار بيانات التضخم الثلاثاء والأربعاء

16:47 مساء
قراءة 5 دقائق
1

تنفست الأسواق العالمية الصعداء بعد أن سجلت مطالبات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة انخفاضاً حاداً للمرة الأولى منذ نحو عام، مما خفف المخاوف المتزايدة بشأن تبريد سوق العمل بشكل مفرط عقب تقرير الوظائف المخيب للآمال في الأسبوع الماضي. حيث انخفض العدد الأسبوعي بمقدار 17 ألفاً إلى 233 ألفاً مقابل التوقعات البالغة 240 ألفاً، مما يشير إلى أن الاقتصاد يتباطأ في أحسن الأحوال وليس في حالة انكماش. 
وبحسب فريق الأبحاث لدى ساكسو بنك: تتزايد التساؤلات، مع كل مؤشر اقتصادي، حول مسار الاقتصاد الأمريكي، فهل يتجه نحو الركود أم نحو الهبوط الناعم؟ وقد رجحت مطالبات البطالة الأخيرة كفة الترجيح لصالح الهبوط الناعم. ومن المقرر صدور مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي يوم الأربعاء المقبل.
ولا يزال مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي يلمحون إلى إمكانية تخفيف السياسة النقدية، ولكنهم يتوخون الحذر. أعرب كل من كولينز وشميد، العضوين في لجنة السياسة النقدية لعام 2025، عن رأيهما بضرورة البدء قريباً في تعديل السياسة النقدية والتخفيف من شدتها، لكنهما حذرا من التركيز المفرط على بيانات محددة. وفي المقابل، حذر بوومان من مخاطر ارتفاع التضخم في خطاب ألقاه خلال عطلة نهاية الأسبوع.

نتائج متباينة

وبحسب فريق الأبحاث لدى ساكسو بنك: أظهرت بيانات البطالة الكندية نتائج متباينة. ففي حين ظل معدل البطالة دون تغيير عن الشهر الماضي، شهدت البلاد انخفاضاً في عدد الوظائف الإجمالي قدره 2.8 ألف وظيفة، على الرغم من زيادة الوظائف بدوام كامل بمقدار 61.6 ألف وظيفة، مقابل توقعات بزيادة إجمالية قدرها 22.5 ألف وظيفة. ونتيجة لذلك، انخفض عدد الوظائف بدوام جزئي بمقدار 64.4 ألف وظيفة.

أسعار المستهلكين 

وارتفعت أسعار المستهلكين في الصين بشكل أكبر من المتوقع في يوليو، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى عوامل موسمية مثل الأحوال الجوية، مما أبرز استمرار ضعف الطلب المحلي وأكد الحاجة إلى مزيد من الدعم الحكومي. حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.5% على أساس سنوي، متجاوزاً التوقعات البالغة 0.3%. وبدون احتساب أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي بنسبة 0.4%، وهو أدنى مستوى منذ يناير، مما يشير إلى استمرار ضعف الطلب الكلي بحسب ساكسو بنك.

الأسهم العالمية

وبحسب فريق الأبحاث لدى ساكسو بنك: اختتمت وول ستريت أسبوعاً مضطرباً على وقع هدوء نسبي، حيث شهدت الجلسة نشاطاً ضئيلاً وعدم صدور تقارير اقتصادية أو نتائج أرباح مهمة. ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 0.4%، وناسداك بنسبة 0.5%، وصعد مؤشر داو جونز بـ 51 نقطة. كما سجلت جميع القطاعات أداءً إيجابياً باستثناء قطاع المواد الخام.
حققت بعض الشركات مكاسب ملحوظة، منها شركة إكسبيديا التي قفزت أسهمها بنسبة 10.2% بعد الإعلان عن نتائج الربع الثاني التي تفوقت على التوقعات. كما ارتفعت أسهم شركة إيلي ليلي بنسبة 5.5% بعد رفع أهداف السعر من قبل عدة شركات في وول ستريت، بما في ذلك مورجان ستانلي. وتقدمت أسهم شركة تيك تو إنتراكتيف سوفت وير بنسبة 4.3% بعد تجاوز توقعات المحللين.
من ناحية أخرى، هوت أسهم شركة إلف بيوتي بنسبة 14.4% بسبب نتائج الربع المخيبة للآمال والمخاوف بشأن تباطؤ النمو.
وختاماً لأسبوع شهد تقلبات كبيرة، سجل مؤشر ستاندرد آند بورز خسائر للأسبوع الرابع على التوالي، منخفضاً بنسبة 0.04%، بينما انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 0.2%، وتراجع مؤشر داو جونز بنسبة 0.6%.
وبحسب فريق الأبحاث لدى ساكسو بنك: يركز المستثمرون الآن على بيانات التضخم الأمريكي المنتجين المقرر صدورها الثلاثاء وأرقام التضخم للمستهلكين الأربعاء بحثاً عن مؤشرات على استقرار نمو الأسعار. وسيتبع ذلك بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية الخميس.

الدخل الثابت

انخفضت عقود سندات الخزانة الأمريكية في ظل عدم تداول سندات نقدية أمريكية خلال ساعات التداول الآسيوية بسبب عطلة في اليابان. وتراجعت أيضاً سندات الدولار النيوزيلندي قبل قرار البنك الاحتياطي لنيوزيلندا بشأن أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
شهد منحنى عائد سندات الخزانة انخفاضاً كبيراً الجمعة في ظل تراجع توقعات تخفيف السياسة النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي والتي تم تسعيرها في عقود المبادلة لهذا العام. تحسنت العوائد طويلة الأجل بنحو 5 نقاط أساس، بينما ارتفعت العوائد قصيرة الأجل لمدة عامين بنحو نقطتين أساس. واختتم عائد السندات العشرية عند حوالي 3.95%، منخفضاً بنحو 4 نقاط أساس ولكنه لا يزال بالقرب من الذروة للنطاق الأسبوعي بين 3.665% و 4.02%.
بين فروق المنحنى، انخفض فرق العائدين لمدة عامين وعشرة أعوام بمقدار 6 نقاط أساس، وانخفض فرق العائدين لمدة 5 و30 عاماً بمقدار نقطتين أساس.
تم تسعير عقود مبادلة الفائدة لليلة واحدة عند حوالي 100 نقطة أساس من تخفيضات أسعار الفائدة لهذا العام، بانخفاض من حوالي 120 نقطة أساس عند الإغلاق يوم الاثنين. وبالنسبة لاجتماع سبتمبر، تم تسعير حوالي 36 نقطة أساس من التخفيضات، مقارنة بنحو 50 نقطة أساس يوم الاثنين.

السلع

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.63% إلى 79.66 دولاراً للبرميل، وسجلت أول مكسب أسبوعي لها منذ خمسة أسابيع بسبب تشديد الإمدادات والتوترات في الشرق الأوسط. ارتفعت أسعار النفط من أدنى مستوى لها منذ سبعة أشهر بفضل تحسن شهية المخاطرة والبيانات الإيجابية عن الوظائف الأمريكية والتراجع السادس على التوالي للمخزونات الخام الأمريكية، بحسب ما جاء في تقرير ساكسو بنك،
كما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بنحو 9% للأسبوع إلى 2.143 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وارتفع الذهب بنسبة 0.16% إلى 2431.32 دولار للأونصة، مدعوماً بالمخاطر الجيوسياسية والتوقعات بتخفيضات أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي وسط توترات متصاعدة في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

العملات

وبحسب فريق الأبحاث لدى ساكسو بنك: شهد الدولار الأمريكي تقلبات خلال الأسبوع الماضي، حيث تراجع في وقت سابق لكنه تعافى لاحقاً ليختتم الأسبوع دون تغيير يذكر مع تراجع المخاوف بشأن الركود في الاقتصاد الأمريكي.
ويستمر التركيز على البيانات الاقتصادية الأمريكية، مثل التضخم ومبيعات التجزئة، لمواصلة تقييم احتمال حدوث الركود.
كما ارتفعت العملات المرتبطة بالأنشطة الاقتصادية مثل الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي والكراون النرويجي خلال الأسبوع بعد أن تعرضت لضربات في بداية الأسبوع. كما ارتفع الدولار الكندي مع ارتفاع أسعار النفط وبيانات أفضل من المتوقع عن الوظائف الكندية.
واختتم الين الياباني الإثنين دون تغيير يذكر، حيث فقد مكاسبه المبكرة وسط انخفاض مطالبات البطالة يوم الخميس مما قلل من فرص حدوث ركود أمريكي وهدد بتراجع سريع للعمليات التجارية.
وشهدت الساعات الآسيوية المبكرة الاثنين ارتفاع الدولار الأمريكي مع وجود مخاطر جيوسياسية على الرادار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4w9b44rp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"