عادي

بايدن من نجم مؤتمر الحزب الديمقراطي إلى شخصية هامشية

17:05 مساء
قراءة 3 دقائق
بايدن

واشنطن - أ ف ب
قبل أسابيع قليلة، كان من المقرر أن يكون جو بايدن الشخصية الرئيسية، في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، لكن بعد انسحابه من الانتخابات الرئاسية، أصبح بمثابة شخصية هامشية جلّ ما قد تقوم به هو إلقاء خطاب تمهيدي لكامالا هاريس.
لكن بالنسبة لرجل أبي، مثل الرئيس الأمريكي البالغ 81 عاماً، لا بد أن يحمل خطابه الاثنين المقبل في اليوم الأول من مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو، مشاعر متضاربة. رغم أنّه لا يزال يشعر بالإحباط جراء خروجه من السباق إلى البيت الأبيض، إلا أنّه سيحاول إقامة توازن بين مشاعره، وبين الحاجة إلى مساعدة نائبة الرئيس في إلحاق الهزيمة بدونالد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ومع استعداد كامالا هاريس، لقبول ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة رسمياً، الخميس، المقبل، سيكون ظهور بايدن بمثابة «عرض افتتاحي في حفلة تايلور سويفت»، وفقاً لوليام غالستون الباحث في معهد بروكينغز.
وقال جالستون: «لن يكون خطاباً سهلاً»، مضيفاً «لكن مثل رؤساء الولايات المتحدة يضع بايدن نصب عينيه دخول التاريخ، ويعلم أنّ الطريق الأكيد لتأمين إرثه الآن يمر عبر هاريس».
وأضاف: «أنا متأكد أنّه يفهم أنّ فرص النظر إلى رئاسته على أنّها ناجحة سترتفع بشكل كبير في حال خلَفته كامالا هاريس».
- «أسوأ يوم»
في المقابل، لم يهدر ترامب وقتاً للسخرية من كون خصمه السابق لم يعد يحتل الصدارة. وقال أمام تجمّع انتخابي الأربعاء: «الاثنين هو اليوم الأسوأ» لتولي الكلام في المؤتمر «لم يمنحوه حتى وقتاً جيداً لإلقاء خطابه».
واتهم الرئيس السابق هاريس بـ«محاولة التخلّص منه». ومنذ قراره الانسحاب من الانتخابات الرئاسية في 21 يوليو/تموز الماضي، في أعقاب مناظرة كارثية ضدّ ترامب، آثر بايدن الجلوس في الصفوف الخلفية، مفسحاً المجال لهاريس.
وبينما تعمل الأخيرة على تنشيط الحزب الديمقراطي، أمضى بايدن فترات طويلة في منزله في ديلاوير، حيث شوهد يركب الدراجة الهوائية، ويسترخي على البحر مع عائلته نهاية الأسبوع الماضي. وسخر أحياناً من النهاية المفاجئة لمسيرته السياسية التي استمرّت خمسة عقود.
وقال أمام شخصيات نافذة في البيت الأبيض الأربعاء: «دعوتكم إلى البيت الأبيض لأنّني أبحث عن عمل».
ولكن كانت ثمة فترات من الإحباط أيضاً. فقد قيل إنّ بايدن غاضب من الدور الذي لعبته رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، في إخراجه من السباق الرئاسي، كما أُفيد بأنّه يشعر بخيبة أمل لأن الرئيس السابق باراك أوباما لم يسانده.
وبينما أقرّ بايدن بأنّ الديمقراطيين في الكونغرس يخشون أنّه يضرّ بفرصهم الانتخابية، فقد قال لمحطة «سي بي إس» الأحد: «كنت أشعر بالقلق من أنني إذا بقيت في السباق، فسيكون هذا هو الموضوع».
وأضاف: «ستسألونني لماذا قالت نانسي بيلوسي هذا. لماذا فعل فلان وفلان. وظننت بأنّ هذا سيكون بمثابة تشتيت حقيقي».
- «التعايش بسلام»
ويتوقّع أن يذهب بايدن في عطلة، بعد خطابه خلال المؤتمر، ما سيجنّبه رؤية آلاف المندوبين الذين سيهتفون ويصفّقون لهاريس وسط إطلاق البالونات. لكن سيظلّ بايدن موضع ترحيب من الحزب في شيكاغو. كذلك، سيلعب دوراً حاسماً في السعي إلى تحقيق الهدف المتمثل بهزيمة ترامب.
وفي هذا السياق، قال كايسي بورغارت من جامعة جورج واشنطن: «بعد التفكير، فإنّه قد يصل إلى وضع مريح بالفعل بشأن إرثه وقراره، خاصة في حال فازوا الديمقراطيون».
في الأثناء، سيتمثّل التحدّي أمام بايدن في إلقاء خطاب يساعد هاريس، من دون إثقالها بالحمولة التي خلّفتها إدارته.
وتسعى نائبة الرئيس البالغة من العمر 59 عاماً إلى شقّ طريقها الخاص، خاصة في ما يتعلق بالاقتصاد الذي يعدّ واحدة من القضايا التي أضرّت بشدّة بشعبية بايدن.أمّا بالنسبة لبايدن فسيكون ذلك بمثابة تحوّل وداعي.
وفي هذا الإطار، قال جالستون: «ربما سنرى أنّ بايدن أقرب إلى التعايش بسلام مع كلّ ذلك، أكثر ممّا يمكننا تخيّله».
ويتوقع أن يتطرّق بايدن إلى فكرة الانتقال إلى جيل جديد، خاصة أنّ الجمهوريين يمثّلهم حالياً أكبر مرشح سنّا في تاريخ الولايات المتحدة، مع بلوغ ترامب 78 عاماً.
وبعدما قلصت هاريس أو حتّى ألغت تقدّم ترامب في استطلاعات الرأي، ينظر الديمقراطيون إلى بايدن بإيجابية أكبر ممّا كانوا ينظرون إليه، عندما كان مرشحاً عن الحزب.
وفي السياق، قال جالستون: «بصراحة، يمكنه توقع استقبال أكثر حرارة ممّا إذا كان بقي في السباق الرئاسي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4rb9y8x9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"