عادي

بايدن يراهن على دبلوماسية أكثر جرأة حفاظاً على إرثه

17:39 مساء
قراءة 3 دقائق
بايدن يراهن على دبلوماسية أكثر جرأة حفاظاً على إرثه

واشنطن - أ ف ب

مع اقتراب انتهاء ولايته الوحيدة، بعد أقل من ستة أشهر، يراهن الرئيس الأمريكي جو بايدن مع فريقه على دبلوماسية أجرأ بشأن قطاع غزة والسودان، سعياً لإحراز تقدم في نزاعين مستعصيين حتى الآن، قد يبقيان وصمة على إرثه السياسي.

وفي نداء شخصي خارج عن المألوف، انضم بايدن إلى قادة مصر وقطر لحض إسرائيل وحركة «حماس» على التوصل إلى وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة في غزة، لا بل تحديد موعد الثلاثاء 15 أغسطس/ آب لاستئناف المحادثات بهذا الصدد، إما في القاهرة أو في الدوحة.

وفي مبادرة مماثلة، دعا وزير الخارجية أنتوني بلينكن طرفي النزاع في السودان لبدء محادثات سلام الأربعاء في جنيف.

وتأتي الاستراتيجية، بعدما فشلت أشهر من الجهود الحثيثة من موفدين أمريكيين في تحقيق نتائج تذكر في نزاعين قد يطبعان حصيلة عهد بايدن الذي قرر الانسحاب من السباق لصالح نائبته كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي.

وتثير الحرب المدمرة التي تخوضها إسرائيل في غزة، موجة تنديد واحتجاجات في العالم، وداخل صفوف الحزب الجمهوري نفسه.

أما السودان، فيشهد منذ إبريل/ نيسان 2023 حرباً دموية لا تحظى بالاهتمام الإعلامي نفسه، غير أنها أوقعت عشرات آلاف القتلى، وأدت إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخل السودان وإلى دول الجوار، متسببة بأزمة إنسانية كبرى دفعت البلاد إلى حافة مجاعة لم يشهدها العالم منذ المجاعة في إثيوبيا في ثمانينات القرن الماضي.

  • - إنجاز «لافت»

وانتخب بايدن في 2020 بناء على خبرته الطويلة في السياسة الخارجية، ووعود باعتماد أسلوب رئاسي أكثر هدوءاً من سلفه الجمهوري دونالد ترامب. وهو يتباهى بتحقيق إنجازات، في طليعتها نجاحه في تشكيل تحالف دعماً لأوكرانيا في مواجهة روسيا، ونهجه في التعامل مع الصين القائم على تشديد الضغوط وفي الوقت نفسه تفادي الدخول في مواجهة.

وقال براين كاتوليس خبير السياسة الخارجية الأمريكية في معهد الشرق الأوسط، إن بايدن وأعضاء فريقه «وصلوا إلى السلطة وأحد شعاراتهم إعطاء الأولوية للدبلوماسية. لكن أجد من الصعب فعلاً ذكر مجال حققوا فيه خرقاً كبيراً، لحظة لافتة».

ولفت كاتوليس إلى أن سجل بايدن الدبلوماسي يبقى مرهوناً بأحداث وتطورات واكبت ولايته، ومطبوعاً، بالتأكيد بحذر أمريكي من المجازفة.

  • - ضرورة ملحة

وقالت ليسلي فينجاموري مديرة برنامج الولايات المتحدة والقارة الأمريكية في مركز تشاتام هاوس، إن بايدن شعر بـ«حاجة ملحة» إلى عدم ترك البيت الأبيض، في حين تدور حروب في أنحاء عدة من العالم.

وتابعت: «آخر ما يريده بايدن هو أن يكون إرثه حرباً مدمرة في الشرق الأوسط. وهذا يقوض أيضاً حملة كامالا هاريس».

وشدد بايدن النبرة في الأيام الأخيرة تجاه إسرائيل، بعدما قدم لها دعماً مطلقاً في بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. فدعا علناً الخميس إلى ضبط النفس، موجهاً دعوته إلى إسرائيل وكذلك إلى إيران التي توعدت بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، اسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل.

وفي ما يتعلق بالسودان، تسعى واشنطن لإقناع الجيش بالمشاركة في محادثات السلام، وأجرى بلينكن اتصالاً هاتفياً الإثنين مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بهذا الصدد، فيما التقى وسطاء أمريكيون الجمعة وفداً سودانياً في السعودية، لبحث شروط مشاركة الحكومة.

ولا يطبق بايدن هذا النهج الدبلوماسي على جميع النزاعات. فهو نجح في إنجاز صفقة تبادل معتقلين تاريخية مع روسيا الأسبوع الماضي، لكنه لم يتفاوض بشأن أوكرانيا، خلافاً لترامب الذي ألمح مستشاروه في الماضي إلى أنه قد يلجأ إلى تجميد المساعدات العسكرية، لكييف لإرغامها على تقديم تنازلات لموسكو.

وفي ما يتعلق بالأزمة في فنزويلا، تخلت إدارة بايدن عن سياسة الضغوط القصوى على الرئيس اليساري نيكولاس مادورو، مفسحة لقوى من أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك وكولومبيا التشدد حياله.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/67ek7m8m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"