عادي

غارات إسرائيلية دامية على غزة ولبنان.. ودعوة أوروبية لعدم التصعيد

19:03 مساء
قراءة 4 دقائق

غزة - وكالات
قتل 15 شخصاً من عائلة واحدة، بينهم تسعة أطفال في غزة، و10 أشخاص في جنوب لبنان، من جراء ضربات إسرائيلية، السبت، بينما اعتبرت حركة «حماس» أن الحديث الأمريكي عن قرب التوصل إلى اتفاق «وهم»، مع تواصل الجهود الدبلوماسية لإبرام اتفاق هدنة في القطاع، فيما طالبت دول أوروبية عدة بعدم تقويض جهود السلام في المنطقة وخفض التصعيد.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة السبت، أن 40074 شخصاً على الأقل قتلوا منذ شن إسرائيل الحرب على القطاع قبل أكثر من عشرة شهور. وقالت الوزارة في بيان، إنها أحصت بين من نقل إلى المستشفيات «69 شهيداً... خلال الـ48 ساعة الماضية» حتى صباح السبت. وأشارت إلى أن عدد الجرحى الإجمالي «بلغ 92537 إصابة».
وبعد مباحثات ليومين، غابت عنها «حماس»، أعلنت دول الوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر، تقديم مقترح جديد «يقلّص الفجوات» بين إسرائيل وحماس لوقف النار في الحرب المتواصلة منذ أكثر من عشرة شهور، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

دعوة أوروبية
فيما طالبت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، في بيان مشترك بتجنب أي تصعيد في المنطقة يقوض جهود السلام، داعين كل الأطراف للانخراط بشكل إيجابي في مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية. 
وأكد البيان دعم جهود الوساطة من واشنطن والدوحة والقاهرة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة والإفراج عن المحتجزين.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الاتفاق بات «أقرب من أي وقت مضى»، وهو سيرسل وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى إسرائيل نهاية هذا الأسبوع، في وقت تتكثف الجهود لتجنّب اتساع رقعة الحرب إقليمياً، بعد تصاعد التوتر بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل وحلفائها من جهة أخرى.
إلا أن القيادي في «حماس» سامي أبو زهري قال: «الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو وهم». 

إملاءات أمريكية

وشدد على أن «الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أي اتفاق»، مضيفاً: «لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات أمريكية».

توازياً، أعلن الدفاع المدني في غزة أن 15 شخصاً من عائلة واحدة، بينهم تسعة أطفال وثلاث نساء، قتلوا في قصف جوي إسرائيلي، السبت.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن القصف طال منزلاً لعائلة العجلة في حيّ الزويدة بوسط غزة.
وعمل أشخاص على انتشال الجثث، ووقف شبان فوق الركام واستخدموا مطرقة كبيرة، لتفتيت كتل أسمنتية والبحث عن الضحايا.
وقال أحمد أبو الغول وهو شاهد عيان: «نحو الساعة الواحدة صباحاً، قاموا بضرب ثلاثة صواريخ فجأة مباشرة على المنزل. كلهم أطفال ونساء».
بدوره، قال شاهد العيان عمر الدريملي: «نحن الآن في المشرحة نرى مشاهد لا توصف... هناك أشلاء ورؤوس مقطعة وأطفال».
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، «القضاء على عدد» من المسلحين وسط القطاع، من دون أن يحدد مكان ذلك. وأكد شنّ غارات جوية «على نحو 40 هدفاً، ومن بينها مبانٍ عسكرية، ومستودعات أسلحة وغيرها» خلال الساعات الماضية.
 قتلى في لبنان
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، السبت، مقتل عشرة سوريين بينهم أطفال، بغارة إسرائيلية في جنوب البلاد.
واستهدفت الغارة منطقة وادي الكفور في النبطية، وأدّت إلى «مقتل عشرة أشخاص من الجنسية السورية، بينهم امرأة وطفلاها»، بحسب الوزارة.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، من جهتها، أن ضحايا الغارة هم من اللاجئين والعمال السوريين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم جواً «خلال ساعات الليلة الماضية مستودع أسلحة لحزب الله في منطقة النبطية». وبعد ساعات، أكد الحزب إطلاق صواريخ كاتيوشا على منطقة اييليت هشاحر بشمال إسرائيل، «رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية، خاصة في بلدة الكفور».
وأعلن الجيش الإسرائيلي «رصد إطلاق نحو 55 قذيفة صاروخية من لبنان سقط بعضها في مناطق مفتوحة من دون وقوع إصابات». 

مخاوف مرتفعة
وارتفعت المخاوف من تصعيد إضافي على هذه الجبهة، بعد اغتيال القيادي العسكري في «حزب الله» فؤاد شكر بضربة إسرائيلية قرب بيروت، وتوعّد الحزب بالرد. وأتت عملية الاغتيال هذه قبل ساعات من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، في عملية نسبتها إيران إلى إسرائيل وتوعّدت أيضاً بالرد عليها.
وتعمل واشنطن على إبرام اتفاق هدنة في غزة يتيح خفض التوتر في المنطقة. وتقود مع الدوحة والقاهرة منذ أشهر جهود الوساطة لوقف إطلاق النار. وأعلنت الدول الثلاث في بيان مشترك الجمعة، أن المباحثات في الدوحة كانت «جادة وبنّاءة وأُجريت في أجواء إيجابية».

سدّ الفجوات
وأكد البيان أن واشنطن قدمت «اقتراحاً يقلّص الفجوات بينهما ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن»، موضحاً أن الاقتراح «يسدّ الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق».
وسيجتمع المفاوضون «مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل آملين في التوصل إلى اتفاق».
وأكّد قيادي في «حماس» أن وفد إسرائيل «وضع شروطاً جديدة؛ مثل إصراره على إبقاء قوات عسكرية في منطقة الشريط الحدودي مع مصر (محور فيلادلفيا)، وأن يكون له الحقّ بوضع فيتو على أسماء أسرى فلسطينيين وإبعاد أسرى آخرين لخارج فلسطين».
وشدّد على أن حماس «لن تقبل بأقل من وقف كامل للنار، والانسحاب الكامل من القطاع وعودة طبيعية للنازحين، وصفقة تبادل بدون قيود وشروط الاحتلال».
وأكد بايدن أن بلينكن سيتوجه السبت، إلى إسرائيل «للتشديد على أنه مع اقتراب التوصل إلى اتفاق كامل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لا ينبغي لأحد في المنطقة أن يتخذ إجراءات لتقويض هذه العملية».
وتوقع بايدن، الثلاثاء، أن يحوّل اتفاق في غزة دون ردّ إيران على إسرائيل.
إلى ذلك، حذّر مدير مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر بجباليا محمد صالحة، السبت، من أن «القطاع الصحي شمالي غزة يعاني نقص المستلزمات الطبية، ونفاد الوقود وسيتوقف عن العمل خلال 24 ساعة في حال عدم دخول الوقود من منظمة الصحة العالمية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc7bw9cn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"