عادي

لماذا تتمسك إسرائيل بالسيطرة على ممر فيلادلفيا؟

18:32 مساء
قراءة دقيقتين

القدس - أ ف ب
بات «ممر فيلادلفيا»، إحدى العقبات الرئيسية في المباحثات للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة. ما هي أهمية هذه المنطقة العازلة الواقعة عند الحدود بين مصر وقطاع غزة والتي تصر إسرائيل على إبقاء قواتها فيها؟
أنشأ الجيش الإسرائيلي هذا الشريط الحدودي خلال احتلاله غزة بين العامين 1967 و2005، وهو محاط بالأسلاك الشائكة والأسوار، ويبلغ عرضه في بعض الأجزاء 100 متر على الأقل، ويمتد لمسافة 14 كيلومتراً على طول الحدود المصرية.
وثمة القليل من الصور للموقع، لكن المصريين وسكان غزة والإسرائيليين على يقين بأنه تم حفر العديد من الأنفاق تحته.
وكان الهدف من إنشاء الممر الذي تطلب هدم عدد من المنازل، ضمان الأمن لمصر وإسرائيل اللتين تخشيان عمليات التوغل والتهريب، من خلال تسهيل الإشراف على المنطقة الحدودية.
أما اسم «فيلادلفيا» الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي فهو رمزي، في حين يطلق الفلسطينيون والمصريون عليه اسم ممر «صلاح الدين». وفي عام 2005، انسحبت إسرائيل من غزة وتم تحديد وضع المنطقة العازلة.
وعمق الممر تقسيم مدينة رفح جنوب قطاع غزة إلى جانب مصري وآخر فلسطيني وهو ما أثار انتقادات المجتمع الدولي.
الأنفاق
عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من قطاع غزة في 2005، أنشأت مصر قوة مكلفة حراسة الحدود تضم نحو 750 عنصراً.
ولتجنب خرق بنود نزع السلاح في معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية لعام 1979، كان الهدف المعلن للقوات المصرية محاربة «الإرهاب» على طول الممر، كما هو منصوص في المعاهدة.
وعلى الجانب الفلسطيني، نشر حراساً لتأمين الممر.لكن في 2007 سيطرت حركة «حماس» على غزة وأصبحت المنطقة الحدودية فيما بعد مصدر قلق متزايد بشأن تهريب الأسلحة لصالح الفصائل المسلحة.
وجرى خلال تلك الفترة على ما يبدو حفر مئات الأنفاق تحت ممر فيلادلفيا استُخدمت لعمليات التهريب.
كانت الأنفاق وسيلة للالتفاف على الحصار البري والبحري والجوي المفروض الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة بأكمله.
السيطرة على الممر
ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأهمية الاستراتيجية للممر الحدودي.
وسيطر الجيش الإسرائيلي بشكل تام على محور فيلادلفيا، وذلك بعد سيطرته على معبر رفح الحدودي مع مصر في 7 مايو/أيار الماضي، مع بدء هجومها البري في المحافظة الواقعة في أقصى جنوب القطاع الفلسطيني.
والخميس، أكد نتنياهو أن إسرائيل لن تقبل اتفاق هدنة في غزة من دون «السيطرة على ممر فيلادلفيا». ونفى «التقارير التي تفيد بأن إسرائيل تدرس فكرة نشر قوة دولية» في الممر.
لكن في المقابل، ترفض مصر بصورة قاطعة انتشار القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا، إذ ترى في ذلك «تهديداً بانتهاك معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية الموقعة في عام 1979».
وهذا الأسبوع، دعا مسؤول مصري كبير مجدداً إلى «الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفيا ومعبر رفح الفلسطيني»، وهو المنفذ الوحيد أمام سكان غزة إلى الخارج، والذي لم تكن إسرائيل تسيطر عليه حتى مايو/ أيار الماضي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/285s2edz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"