ليت قومي يعلمون

03:34 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

* أحداث مؤسفة أصبحت تتكرر وتتصدر المشهد، وتجاوزات وأفعال مرفوضة وانفلات أخلاقي، كلها بعيدة عن الروح الرياضية، ولم نكن مطلقاً نتمنى أن تحضر أو تعود لنا من جديد، مهما كانت الظروف والأسباب، ومهما كانت حرارة أجواء المنافسة في المسابقات المحلية، وهي ليست المرة الأولى لحدوث مثل هذه التجاوزات في الموسم، ولن نختلف على أنها تصنع الجانب المظلم الذي لا نود أن نراه في صورة كرة الإمارات، ولو دققنا في المحصلة سنجد أننا في منعطف خطر لم نصادفه منذ زمن بعيد في بدايات الهواية، حيث كانت العصبية سائدة والثقافة لم تبلغ مداها، سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه، والذي يؤسف له أن كل أطراف اللعبة متورطون.. من المسؤولين في مجالس إدارات الأندية إلى اللاعبين الدوليين إلى الجماهير.
* والمتتبع للشأن المحلي، يتلمس فرط الحساسية، وارتفاع نبرة السخرية والاستفزاز بين الأندية وبعضها، بخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، التي أخذت رياضتنا إلى منحى آخر، ازداد فيه الشحن والتسخين والتعقيد في التشجيع، وتجاوز هامش الانتماء، إلى التربص وتصيد الأخطاء والهفوات، عبر هتافات عدائية وعنصرية تجاه لاعبي الخصم، أو بالكيد بنتيجة مباراة سابقة، أو بطولة خرج منها، بطريقة مباشرة مبتذلة، أضف إلى ذلك ما يتم عن طريق التغريد.
* نحن مع المؤازرة، والتشجيع الإيجابي، الذي هو جزء من الوفاء للفريق والنادي، ولا يخرج عن إطار المنافسة الشريفة، بما يظهر التشجيع بشكل لائق وحضاري، ولسنا مع التصريحات الجارحة أو التلميحات المبطنة التي تصب الزيت على النار بهدف صنع الإثارة الكاذبة، وإشعال أتون المنافسة، والظاهرة اللافتة أننا رأينا التجاوزات من مسؤولي بعض الأندية، في حساباتهم الشخصية، ومن المواقع الرسمية لبعض الأندية، كما تورط لاعبون «نجوم» مع زملائهم ونسوا علاقتهم بزملائهم في معسكر المنتخب، مما يثير حفيظة وحنق الآخرين، ويشعل فتيل المشكلات بين الجماهير، ناهيك عن تشويه مفهوم الرياضة.
* لمصلحة من هذه المهاترات وحالات الخروج عن النص؟
أضم صوتي إلى كل من دق ناقوس الخطر محذراً من التمادي في هذا الاتجاه، فحرية الرأي يجب أن تكون، وفق المعقول وفي حدود، مع احترام وجهات النظر، ومن دون إسفاف أو ابتذال، ففي النهاية المنافسة ليست إلا على مسابقة محلية، وما بين الأندية عموماً أهم وأبقى من أية بطولة، وليت قومي يعلمون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"