شجاعة الاستقالة

01:56 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

عندما تخالفك قواعد العلم والمعرفة، وقد وضعت لها كل الممكنات والنظريات، وتنقلب عليك كافة المعايير والتوقعات، وتتخلى عنك الفرص والظروف السانحة، فتيقن أنك بحاجة ماسة، لسبر الأغوار وإعادة النظر، عن حقيقة المسببات والأسباب الكامنة، وراء كل هذه الإخفاقات، والتراجع غير المبرر، وعندما تتداعى عليك كل الآمال والأحلام، وجب عليك الوقفة الصادقة مع الذات، ومحاسبة مع النفس، لإزالة حواجز وعقبات، هذا التراجع المريب، لإدراك حقيقة الأمر.
ماذا كان ينقص نادي النصر، لتكون انطلاقته سيئة بكل المعاني والمقاييس، في رحلة البحث عن هويته المفقودة، التي طال أمدها، لأكثر من ثلاثين عاماً، حيث خسر في أربع مباريات وفاز في واحدة، مع منظومة دفاعية مهتزة، فشل مدربه إيفان يوفانوفيتش بإصلاحها مع تجربته الثانية معه، ويبدو أنه قد ضل طريق العودة، وغرق في بحر أمواجه المتلاطمة، فلا الأداء ولا النتائج، ولا حتى مستوى أفراده، ولا الظروف تبدو بخير، لم يشفع ل«العميد» تاريخه وبطولاته، وأصبح أكثر غموضاً هذا الموسم، لم تحصنه تلك التعاقدات الصاخبة، أو عودة مدربه حتى الآن.
من الواضح أن «العميد»، يعيش هذه الأيام أصعب وأسوأ فترة في تاريخه، وبات في أزمة عميقة، لأن التوقعات المرجوة التي وضعت له كانت كبيرة، وأتت شجاعة مجلس إدارة شركة النصر، بتقديم استقالته في التوقيت المناسب، بعد سنوات من أوقات عصيبة خاضتها، واجتهادات إدارية، أوقعتها في مطبات كثيرة، وتسببت كثيراً في هجوم مستمر عليها من قبل جماهيره.
من المشاكل الرياضية التي تعانيها بعض مجالس إدارات الأندية، قدرة وكفاءة الأعضاء والإداريين في إجادة اتخاذ القرارات الإدارية، في المهام الجوهرية والمصيرية، التي يبنى عليها مقدار النجاحات الذي تحققه الأندية، وقد يتوقف في المقام الأول في قدرتها لاختيار الأوقات المناسبة، التي تظهر مقدرتها وتبرز شجاعتها، ويضمن لها رشد القرار وفاعليته، لمتابعة وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"