المسؤولية المجتمعية

05:42 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

خطوة عظيمة ونقلة نوعية، تلك التي أعلن عنها نادي الشباب، بتحويل استاده الرياضي، إلى أول استاد وقفي في العالم، حيث تم تحويل جميع المقاعد فيه، إلى مقاعد وقفية يعود ريعها للصحة، استجابة وتفاعلاً للرؤية العالمية للوقف، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإتاحة الفرصة لمؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، للمشاركة في خدمة المجتمع، عن طريق الوقف المبتكر لجزء من أصولها، لصالح حاجات تنموية للمجتمع، وتسليط الضوء على مبادراتها ومسؤلياتها المجتمعية.
العديد من الأندية الأوروبية قامت بمبادرات تجاه اللاجئين الذين لجأوا لدولهم، تتمثل في دعم الأطفال والنساء والرجال، باستضافتهم وتقديم المساعدة لهم، وإقامة البرامج والمعسكرات التدريبية، وتوفير المعدات والأغطية والأغذية المناسبة لهم، كدور من ضمن مسؤلياتها الاجتماعية، ونتابع باستمرار قصصاً ومواقف إنسانية محفزة، من قبل بعض اللاعبين الكبار في القارة والملاعب الأوروبية.
المبادرات والمساهمات المجتمعية، التي تنبري لها أنديتنا عديدة ومتنوعة، ولكنها عادة ما تحمل بصمات الاجتهاد الشخصي من أحد أعضاء النادي، أو الوقوف للتصدي لظاهرة معينة خرجت من رحم المجتمع، وتتخذ أعمالاً وأشكالاً مكررة ومعادة، كزيارة المرضى في المستشفيات أو الأطفال في المدارس، أو التبرع بالدم من حين لآخر، فالعمل الاجتماعي والإنساني الذي تقوم به أنديتنا، ليس أمراً ممنهجاً ومخططاً له مسبقاً، أو لأداء مهام محددة بالشكل المؤسسي الصحيح، وهذا ما يجعل المبادرة حينما نتناولها، يعتريها القصور وعدم الاستمرارية وضعف تفاعل المجتمع معها.
نحن في أمس الحاجة اليوم لأندية وكيانات، تلامس حاجات المجتمع وتتجه له بشكل عام، بتبني قضايا اجتماعية وإنسانية شائكة، وتتقرب أكثر للجماهير حتى تتفاعل معها، من خلال هذه المسؤوليات والمبادرات التي تنتهجها، وليس مجرد شعارات براقة على مداخل وجدران النادي، وليس فقط الاكتفاء ببعض المساهمات والمبادرات المحدودة، كجمع التبرعات والأعمال الخيرية الموسمية، حتى يصبح دورها أكبر وأشمل، بعيداً عن صخب الملاعب وأحداث المدرجات، فلم تعد الأندية مجرد حضور مباريات وسماع هتافات المشجعين، بل أصبحت كيانات ومراكز اجتماعية واقتصادية مهمة، لها أدوار تحفيزية ومؤثرة في نفوس الشعوب والمجتمعات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"