جدوى الدمج

حينما تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في ملتقى القمة العالمية للحكومات الأخير، أشار في حديثه، إلى أن استئناف الحضارات، في العالم العربي، يبدأ بفهم المؤشرات، التي ترسم ملامح المستقبل، وأن لدينا كافة الإمكانات المطلوبة، ولكن ينقصنا أهم العناصر المهمة، وهي الإدارة حتى في الرياضة، وإن لدينا فشلاً كبيراً في هذا المجال، ويجب إصلاحه فوراً.
لا شك في أن المؤشرات والملامح غير الإيجابية، التي أفرزها وأظهرها لنّا الاحتراف، على مدى السنوات الماضية، خلقت لنا العديد، من المشكلات والعقبات، الإدارية والرياضية، ومنها الاستنزاف المستمر، لخزائن الأندية الرياضية، وأوجه مختلفة للصرف، دون رقابة ومتابعة، العامل الذي يضعف قدرتها، على مواصلة المنافسة، والبقاء في شتى المسابقات، وتلبية النفقات والاحتياجات الكثيرة، والذي حدا بعديد الأندية، لتقليص ألعابها وأنشطتها تارة، أو الانسحاب من المسابقات المختلفة تارة أخرى، والعجز عن الوفاء بالتزاماتها، أو للتخفيف من النفقات والمصروفات.

وعندما جاءت القرارات الحكيمة من سموه بدمج أندية الأهلي والشباب ودبي، ومن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بدمج ناديي الشعب والشارقة، كانت الخطوة مهمة وجادة، وسيكون لها العديد من الفوائد والمكتسبات، الأمر الذي يدعو الجميع لدعمها، فالأمر لم يعد اختيارياً، بل ضرورة حتمية، وسمة من سمات العصر، وأحد الخطط والاستراتيجيات، التي يمكن لها أن تساعد أي كيان رياضي، لينمو ويتطور بسرعة، فاليوم لا مجال للكيانات الصغيرة، أمام الكيانات العملاقة والضخمة.
عملية الدمج هدفها تكوين فرقٍ أقوى، بحيث تسعى للمنافسة، بقوة إقليمياً وآسيوياً، وسيدعم منتخباتنا أيضًا بلاعبيه المتميزين، إضافة إلى أن تقليل عدد الأندية، في مسابقة دوري المحترفين، وهو ما أقره اتحاد الكرة مؤخراً، سيسهم في رفع مستوى الدوري العام، في نسخته القادمة، وتقوية صفوف الفرق الأخرى، وعلى الفئات السنية المختلفة، وكذا الأندية الأخرى أيضًا ستستفيد، من هؤلاء اللاعبين الصغار، من هنا ستكون المنافسات قوية ومثيرة، وسيقلل من الفجوات، بين الفرق الكبيرة والصغيرة، لتكون المنافسة متساوية ومتوازية بين جميع الفرق، ونأمل في أن يكون، عامل جذب للجماهير، لتعود إلى المدرجات مرة أخرى، والمحصلة كلها في خدمة الكرة الإماراتية.