عادي

التغير المناخي يهدد بتدمير كوكبنا

03:21 صباحا
قراءة 3 دقائق
أوليفيا ألبرشتاين*

في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ - التابعة للأمم المتحدة - تقريراً وجهت فيه إنذاراً خطيراً إلى البشرية: أمامنا حوالي 12 سنة، حتى العام 2030، لمعالجة مشكلة التغير المناخي، وإلا فإن احترار المناخ سيبلغ مستوىً كارثياً.
توصل التقرير، الذي وضعه علماء الهيئة الحكومية الدولية، إلى استنتاج مخيف، هو أن العالم لا يمكنه أن يسمح بأن يتجاوز متوسط الحرارة العالمي حد ال 1,5 درجة مئوية... وإلا فسوف يكون هناك ثمن باهظ. والبشرية تتجه الآن نحو هذه الكارثة، إلا إذا اتخذت الإجراءات الحازمة اللازمة... الآن. وهذا الوضع الخطير يتطلب من البشرية كلها أن تعمل بصورة شاملة وتعاونية من أجل الحد من الاحترار المناخي الآن - وإلا فسوف تقع الكارثة.
وتوقع تقرير الهيئة الحكومية الدولية أنه في حال استمرار الوضع الحالي - أي استمرار تلويث البيئة، خصوصاً من خلال انبعاثات ثاني أكسيد الكربون - فإن البشرية سوف تواجه أخطاراً على الصحة، وأسباب العيش، وتوفر الغذاء والماء، والنمو الاقتصادي.
ومع ارتفاع حرارة الكوكب، سوف ترتفع مستويات البحار (نتيجة لذوبان الجليد القطبي)، ما سيدمر المناطق الصالحة للسكن في المناطق الساحلية الواطئة، ويقضي على الزراعة في مناطق ساحلية، ويتسبب باحترار تكون نتيجته موت كثيرين جداً من الناس، وانتشار أمراض فتاكة مثل الملاريا وحمى الضنك.
وكل ذلك سيتسبب بأزمة لاجئين خطيرة نتيجة لاضطرار ملايين من الناس إلى هجر مناطق لا تعود صالحة للسكن.
ويقول تقرير الهيئة الحكومية الدولية: إن كل هذه الكوارث الخطيرة لن تكون سوى جزء صغير من البلايا التي ستتعرض لها البشرية عقاباً لها على تعريضها الكوكب للخطر. ويضيف التقرير أن البشرية ستواجه مستقبلاً مروعاً حتى إذا استطاعت وقف الاحترار المناخي عند حد ال 1،5 درجة مئوية - وهذا أمر بات يصعب تحقيقه منذ الآن. وبالنسبة للجيل الناشئ الحالي، فهو لن ينعم على الأرجح بسنوات ذهبية.
ولكن هناك بصيص أمل: لدينا قليل من الوقت لكي ننقذ الكوكب الوحيد الذي يمكننا العيش فيه. وهذا يتطلب مساهمة كل شخص في العالم في مجهود ضخم.
وإذا كان التقرير مخيفاً وينذر بكارثة كبرى، إلا أنه يتضمن أيضاً توصيات حيوية ومفيدة. فهو يقول: إن الحكومات، والشركات، والسكان الأصليين، والمجتمعات المحلية، وحتى الأفراد، جميعهم يجب أن يضطلعوا بدور فاعل من أجل حل هذه الأزمة. ونحن نستطيع، ويجب علينا، أن نتصرف بسرعة وبصورة جماعية على كلا المستويين المحلي والعالمي قبل فوات الأوان.
وشدد التقرير على أنه لا يكفي بأي حال أن تتصرف حكومات بمفردها أو أن تمتنع عن التعاون مع بقية العالم. وذهب التقرير إلى حد استنتاج أن تطبيق اتفاق باريس العالمي حول المناخ ( 2015 ) لن يكفي وحده، حيث إن البشرية بحاجة إلى تعبئة شاملة على نمط الحرب العالمية الثانية. والانتصار سيترجم إلى استمرار وجودنا على كوكب حي وسليم.
وأبرز التقرير الوضع الحالي للعالم: فهناك بلدان متقدمة، مثل الولايات المتحدة، تساهم بمقادير أكبر من انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب الاحترار المناخي، في حين أن هناك بلداناً تساهم فقط بمقادير أقل بكثير، ولكنها أكثر عرضة للكوارث المناخية - خصوصاً منها البلدان الواطئة التي ستغمرها مياه البحار إذا تجاوز الاحترار حد ال 1،5 درجة مئوية.
وتبعاً لذلك، فإن البلدان التي هي الأكثر تسبباً للتغير المناخي، وهي عموماً البلدان الأغنى في العالم، يجب أن تساهم بالحصة الأكبر من أكلاف التصدي لأزمة المناخ، وأن تساعد البلدان الأكثر معاناة من كوارث المناخ. يبقى أن الحلول التي أثبت العلماء أنها أساسية من أجل حل الأزمة، أو على الأقل تخفيف وطأتها، تشمل في المقام الأول التحول إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة بدلاً من الوقود الأحفوري.

*مديرة العلاقات مع وسائل الإعلام لدى منظمة أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية - موقع «كومون دريمس»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"