عادي

إسلام سمحان: الشعراء الكبار لم يواكبوا تطور القصيدة

03:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
القاهرة: «الخليج»

بدأ الشاعر الأردني «إسلام سمحان» الكتابة في سن مبكرة، ونشر أول قصيدة له في عام 1998، وكان ذلك التاريخ إعلاناً أمام الجميع بأنه أصبح كاتباً، وفي تلك المرحلة تأثر بروايات إحسان عبد القدوس، ونجيب محفوظ، وعبد الرحمن منيف، وبشعراء مثل نزار قباني، ومحمود درويش، وغيرهما، إلى أن أصدر دواوينه المتتالية: برشاقة ظل، لمن تحمل الوردة (ترجم إلى الإيطالية)، إضافة إلى ديوانه «هي لا تجلس وحيدة»، هنا حوار معه..

كيف تقيّم حركة الشعر داخل الأردن؟

الشعر في كل مكان يتقدم لأنه يعكس الحالة الوجدانية للناس، وفي الأردن برزت أصوت شعرية مهمة تجاوزت أسماء كبيرة، والسبب في ذلك أن بعض «الشعراء الكبار» لم يواكبوا تطور القصيدة، وعودة إلى المشهد الشعري في الأردن فهو يشهد ولادة أسماء مهمة، لكنها لا تزال في طور التجريب وتكوين الشخصية الشعرية، وذلك أمر طبيعي.

ما أهمية أن تصدر ترجمة إيطالية لديوانك الثاني «لمن تحمل الوردة»؟

صدرت هذه المجموعة في روما، وحققت نسبة مبيعات جيدة هناك، وتمت استضافتي لأكثر من مرة، فهي تضمنت نصوصاً تروي يوميات الحرب على قطاع غزة، تلك المجموعة حققت ما يصبو شعر المقاومة إليه في نقل عدالة قضيتنا الفلسطينية إلى العالم.

أين تكمن أزمة الشعر حالياً؟

لا أفهم كيف يكتب أحدهم نصاً لمجرد الكتابة، كتابة عشوائية غير مبنية على معرفة، وهنا يكمن سر تصدر الرواية المشهد الثقافي العربي، إذ يعمل معظم الروائيين على تثقيف أنفسهم قبل الشروع في الكتابة، وربما أيضاً يعود السبب في ذلك للملتقيات التي تعنى بالأدب الروائي وورش العمل التي تقام بهدف تمكين الروائي من أدواته، في وقت أصبح فيه الشعر أقرب إلى الخواطر، في ظل غياب الندوات، والمحاضرات، والملتقيات المتخصصة في فنون الكتابة الشعرية، إضافة إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت منصات لظهور عدد كبير من «الشعراء» الذين يستسهلون الكتابة ويقابلون بالتصفيق.

هل تفيدك القراءة قبل الشروع في الكتابة؟

القراءة، إلى جانب تثقيفها للكاتب، فإنها تعمل على زيادة المخزون اللغوي لدى الشاعر، وهذه قضية مهمة بالنسبة إلي، فأنا أمتلك مكتبة كبيرة، وأحرص على القراءة، ولا أحدد حقلاً للقراءة، حتى الكتب العلمية سيشعر بقيمتها الشاعر في لحظة ما، أريد أن أوضح أن غياب الفلسفة والمعرفة في الشعر تضعفه وتجعله هشاً، وهنا لا أعيب وضوح الفكرة في القصيدة، إنما المباشرة والتقريرية، رغم ما قد يصيبك به النص من دهشة سريعة لكنه يذوي ويختفي.

الكثير من الشعراء تحولوا إلى كتابة الرواية.. هل راودتك تلك الفكرة؟

راودتني الفكرة من قبل وشرعت في كتابتها، لكنني لم ألبث أن احتفظت بالمسودة بداخل درج المكتب، لقد شعرت بأن الوقت لم يحن لذلك، الآن بعد مرور نحو 10 سنوات فإنني أفكر في إعادة المحاولة، خاصة أن الرواية تحتمل تفريغ ما يدور بداخل الكاتب أكثر من القصيدة التي تفرض قيوداً، وشكلاً، ونسقاً من الكتابة يختلف تماماً عن الرواية.

هل أثر العمل في الصحافة في أعمالك؟

العمل في الصحافة جعلني أقرب إلى المشهد الشعري، ووفر لي فرصة للقاء شعراء أطمح إلى رؤيتهم، وأتاح لي أكثر من فرصة للغوص في عوالمهم الداخلية، والنفسية، وربما الشخصية، وهذا كله يضاف إلى تجربتي التي لا تزال في أطوارها الأولى، ربما تؤخر الكتابة الصحفية من البدء بشكل جدي بشروعي في كتابة الشعر، وربما تستنفد طاقتي الكتابية، لكنها في كل الأحوال تعد رافداً معرفياً وثقافياً مهماً جداً، وتعزز من حضور الكاتب كصاحب رأي وموقف من خلال ما ينشره في الصحافة.

الترجمة إلى أي حد تجدها مهمة في إيصال الشعر من لغة إلى أخرى؟

الترجمة نافذة للتعرف إلى العالم، واكتشاف الثقافات الأخرى، لكن للأسف ما يترجم من اللغات الأخرى للعربية أكثر مما يترجم من العربية لتلك اللغات، لقد فرطنا في ورقة الثقافة والفن لنقول للعالم من نحن، لنغير الصورة النمطية السائدة عن شعوبنا بأنها متخلفة، ولا تستحق الحياة، على صعيد آخر الترجمة ليست خيانة للنص كما يقولون، تصبح خيانة إن ترجمها مترجم لا يمتلك الحس الإبداعي والمعرفي واللغوي، قلت لك سابقاً إن مجموعتي الشعرية «لمن تحمل الوردة» التي ترجمت إلى الإيطالية ساهمت كثيراً في نقل معاناة شعبنا الفلسطيني للمجتمع الإيطالي الذي يعرف عنه مدى تضامنه مع دولة الاحتلال، لقد تحدثت بلغة بسيطة وسهلة عن صعوبة العيش في القطاع المحاصر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"