عادي
ابتكاراته العلمية أنقذت حياة الملايين

العالم ينعى رائد تطوير اللقاحات المصري عادل محمود

03:42 صباحا
قراءة 3 دقائق
متابعة: عبير حسين

نعت الأوساط العلمية العالمية البروفيسور المصري عادل محمود رائد أبحاث اللقاحات والأمراض المعدية في العالم الذي وافته المنية قبل أيام في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة.
وقدمت صحيفة «نيويورك تايمز» تغطية خاصة لرحيل البروفيسور محمود عن عمر ناهز 76 عاماً في مستشفى سان لوك بأحد أحياء مانهاتن جراء إصابته بنزيف في المخ، مشيدة بعقليته الفذة التي أهدت العالم عدداً من اللقاحات التي أنقذت الملايين الذين كانوا يقضون كل عام بعد إصابتهم بفيروسات تسبب الهلاك خاصة في المناطق المدارية.
عمل محمود الخبير في الأمراض المعدية والمدارية رئيسا لمركز اللقاحات في شركة «ميرك» من عام 1998 وحتى 2006، كما أشرف على إنتاج وتسويق العديد من اللقاحات التي حققت تقدما كبيرا في الصحة العامة، ومن ضمنها لقاح يمنع عدوى فيروس الروتا القاتل الذي يسبب الإسهال عند الرضع، كما طور لقاحا يحمي ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والذي يسبب سرطان عنق الرحم، والحلق.كما ساعد على تطوير لقاح مضاد للحصبة وحمى النكاف والحصبة الألمانية وجديري الماء، والوقاية من القوباء المنطقية (مرض مؤلم وموهن يمكن أن يتطور بعد إعادة تنشيط عدوى سابقة بجديري الماء).
وفي أعقاب تفشي فيروس «إيبولا» غرب إفريقيا عام 2014، بدأ محمود الدعوة لإنشاء صندوق عالمي لتمويل أبحاث اللقاحات، قائلاً: «لا يمكننا أن ندع الأعباء المالية تقف في طريق حل الأزمات الصحية العالمية القاتلة».
الطبيبة جولي جربردينج الرئيس السابق للمراكز الفيدرالية لمكافحة الأمراض، ونائب الرئيس التنفيذي لشركة «ميرك» قالت ل«نيويورك تايمز»: كان من الممكن ألا تبصر هذه اللقاحات النور لولا جهد البروفيسور محمود الذي دافع عن انتاجها لتأكده من قدرتها على إنقاذ الأرواح. وأضافت«كان معلماً مدى الحياة».
بوني سايلر رئيسة قسم البيولوجيا الجزيئية في جامعة برينستون قالت: «كان محمود معلما محبوبا، لقد توافد طلابنا إليه لأنه جعل العلوم وثيقة الصلة بإنقاذ الأرواح، وكان مكرسا لمساعدة العلماء الناشئين ممن يعتقدون أنه يمكن لشخص واحد أن يحدث فرقا». وأضافت: كزميل كان محمود يلهمنا جميعًا للقيام بالمزيد من التفكير والتعلم. سنفتقده بشكل كبير.
الدكتور أنتوني س. فوسي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بواشنطن قال: «وجهت الدعوة عدة مرات للبروفيسور محمود لإلقاء المحاضرات بالمعهد للاستفادة من خبراته الواسعة، وحماسه الكبير، والأهم إنسانيته اللامحدودة». وأضاف: كان موهوباً للغاية، لديه القدرة على فهم الصورة الكاملة التي تتجاوز تخصصه، فكان قديراً في مجالات العلوم والبحوث والطب السريري والصحة العامة وأمراض المناطق المدارية». كما أكد أن البروفيسور الراحل كان «شخصية محبوبة بشكل مثير للدهشة».
وبكلمات يغمرها الحزن والألم على رحيل شريك حياتها تحدثت سالي هودر زوجة البروفيسور ل«نيويورك تايمز» كاشفة عن الجوانب الشخصية والعائلية للراحل، مشيرة إلى أنه الابن الأكبر بين 3 أشقاء ولد في العام 1941 وكان والده يعمل مهندساً زراعياً، بينما كانت والدته فتحية عثمان ربة منزل وكان لتجربتها في التعليم تأثير كبير على ابنها البكر التي حرصت على بث روح التفوق والاجتهاد بداخله منذ الصغر بعدما حرمها شقيقها الأكبر الطبيب من دراسة الطب على الرغم من نجاحها في الالتحاق بكلية قصر العيني نهاية الثلاثينات من القرن الماضي لاعتقاده بأن دراسة الطب غير مناسبة للإناث.
في العاشرة من عمره تحمل البروفيسور محمود مسؤولية الأسرة بعد رحيل والده المفاجىء الذي ترك ندوبه الغائرة على شخصيته طوال حياته، إذ أصيب بالتهاب رئوي، وعندما هرع محمود لشراء البنسلين لعلاجه، عاد ليجد والده مسلماً روحه إلى بارئها.
وقالت هودر «كان رحيل والده سبباً في تكوين شخصيته الواثقة القوية. لقد تمتع دوماً برؤية واضحة، ومعرفة ماذا يريد، وكيف يمكنه تحقيقه».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"