زايد الخير فقيد الإنسانية

04:40 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

«زايد الخير» اسم أطلق في العالم العربي على فقيد الأمة، مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الفقيد الذي سخر حياته في إرسال تباشير الخير من أرض الإمارات إلى دول العالم والمحتاجين، زعيماً حكيماً امتد خيره من أرض الإمارات إلى مختلف البلدان، وتجاوز عطاؤه الخطوط الجغرافية إلى العالم أجمع، ومنح الأمل إلى كثير من البشر، وزرع البهجة والسرور في جميع البشر أينما امتد إحسانه، فلم يفرق بينهم في لون أو دين أو عرق.
إن اختيار عام 2018 ليكون (عام زايد) هو إيمان بإنجازات ومبادرات فقيد الأمة، طيب الله ثراه، الخيرية والإنسانية، وبناء الوطن وإسعاد المواطن، وما يحمله إرث زايد الخير رحمه الله من القيم والمبادئ والعادات والتقاليد التي هي نبراس لأبناء زايد لبناء دولة قوية شامخة تنافس أعظم الدول تقدماً وازدهاراً.
ظل الشيخ زايد «طيب الله ثراه» طوال عمره بحراً زاخراً في العمل الخيري والإنساني، وكان رحمه الله معطاء بالفطرة، وكان همه مساعدة المحتاجين والحرص على مد يد العون لهم، وله مواقف عدة حميدة في محاربة الجوع وبناء المستشفيات والمدارس والمعاهد والمساجد وتطوير البنى التحتية في الدول التي تشهد الفقر وسوء المعيشة، فكان رحمه الله محباً للخير ورسم البهجة على وجوه المحتاجين.
وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، من الذين يوقنون أن الخير أن يكون ما تتصدق به يمينك لا تعلم به شمالك، أخذاً بحديث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله - وذكر منهم - ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُه ما تنفق يمينه» (متفق عليه)، حرصاً منه على أن يعيش الإنسان في كرامة وعفة وسعادة.
وأصبح إرثه في العمل الخيري والإنساني نهجاً راسخاً لقادة دولة الإمارات وشعبها الوفي، وأصبح هذا الإرث منهجاً في كل قلب إماراتي، وصار التنافس دائماً على العمل الخيري في شتى الإمارات السبع في جميع المجالات، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على استمرار نهجه، الذي أصبح من المبادئ الرئيسية والصفات الحميدة التي يتميز بها المواطن الإماراتي.
والخير الأعظم الذي يسود دولة الإمارات اليوم هو قيام اتحاد الإمارات السبع بعدما كانت متفرقة، فأصبحت بفضل الله ثم بفضل زايد الخير والآباء المؤسسين طيب الله ثراهم دولة شامخة تنعم بالأمن والأمان والاستقرار، ويعتبر المواطن الإماراتي من دون مبالغة من أفضل شعوب العالم رخاء وسعادة.
لم يتوقف خير زايد الخير في دولة الإمارات، بل امتدت أياديه البيضاء إلى كل المحتاجين حول العالم، فاليوم بصماته الخيرة في دول كثيرة، بل توجد مدن كبيرة باسم «مدينة الشيخ زايد» في مصر وفلسطين، ومستشفيات مثل مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العراق، وأيضا مستشفيات في المغرب واليمن وأفغانستان ومعاهد للتعليم في لبنان ومصر، وسدود للمياه في اليمن.
عطاء بلا حدود، وقد عبر الحدود العربية، ووصل إلى الصين وروسيا والدول الأوروبية والأفريقية، حيث اهتم بنشر التعاليم السمحة لديننا الحنيف، وتعليم اللغة العربية في الصين، وبناء مشروع ضخم هو الأول من نوعه في الولايات المتحدة الأمريكية وهو معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال، والذي يقصده المرضى من كل بقاع الأرض بسبب الحلول المبتكرة في مجال الرعاية الصحية للأطفال، والكثير الكثير من المساعدات الخيرية التي لا يكفي مقال واحد لسردها.
الجدير بالذكر أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد كان يتميز بشدة الحرص والمتابعة الشخصية منه على المشاريع الخيرية المستدامة حول العالم، فقد كان يشرف عليها، ويهتم بها، حرصاً منه على أن تبقى هذه المشاريع، وأن تستفيد منها الأجيال القادمة.
واليوم سفينة دولة الإمارات المستدامة في الخير تبحر على خطى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله ورعاه وإخوانه شيوخ الإمارات وولي عهده الأمين والشعب الإماراتي الحبيب، لتكون على الدوام مصدر خير وسعادة للبشرية قاطبة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"