نكمل حديثنا عن العلاج بالطاقة وانصح قراء هذا العمود بأن يقرأوا العمودين الأول والثاني كي يستطيعوا الخروج من المسألة بفهم واضح، إذ إنني احترم الرأي الآخر دائماً سواء كان لعالم شرع أو طبيب أو مفكر أو أديب.
فإذا التقيت أنا وإياهم حول قوله تعالى: (وما أمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدين...)«الآية ٥ من سورة البينة» فإنني لا أنظر بعد ذلك إلى جنس أحدهم أو لونه أو مذهبه، فالمهم أن يطابق ما يقوله ما ورد في كتاب الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
من أجل ذلك فإن العلاج بالطاقة، رفضه بعض العلماء لاشتماله على الوثنية والدجل والشعوذة، وعَدّوه طارئاً على الشريعة الإسلامية.
لكن هناك من العلماء من أنصف فقال: لا نرفض الفكرة كلّية، لأنها موجودة في الإسلام، والأسف أن المسلمين لم يلتفتوا إليها، لأنهم لم يتدبّروا نصوص الكتاب والسنّة.
ومن هؤلاء، الأستاذ عبدالتواب عبدالله حسين الخبير المتخصص في العلاج بالطاقة الذي يورد في حديثه آيات وأحاديث تدل على وجود شيء يسمى العلاج بالطاقة، ففي البداية يستشهد بقوله تعالى: (ما فرّطنا في الكتاب من شيء..) «الآية 38 من سورة الأنعام» ليؤكد لنا أن القرآن الكريم لاينص بالضرورة على كل شيء صراحة، بل يكفي أن يذكر الشيء تلميحاً.
فمن ذلك قوله تعالى مخاطباً نبي الله أيوب عليه السلام (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) «الآية 42 من سورة ص».
ويقول الله تعالى على لسان نبي الله يوسف عليه السلام:
( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً..)
«الآية 93 من سورة يوسف»
وفي الحديث النبوي عن عمر بن أبي سلمة قال: (كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة (الصحن) فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام سمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك (رواه البخاري).
يقول الخبير المتخصص في العلاج بالطاقة:
انظر إلى قوله تعالى «برجلك» وقوله: «مغتسل بارد وشراب».
وانظر إلى قوله تعالى: «بقميصي» وقوله: «يأت بصيراً».
وفي الحديث انظر إلى قول الغلام يدي تطيش وقول الرسول صلى الله عليه وسلم للغلام: سمّ الله وكل بيمينك.
والخبير لكي يثبت لنا هذه العلاقة الروحية (الطاقة) بالكون الذي نعيش فيه، يذكر حقائق يعدّها مؤشرات الى صحة ما يسمى بالعلاج بالطاقة مثل:
١- الذرّة أدق مكونات العناصر التي خلق الله منها مادة الكون المنظور وغير المنظور.
٢- تتكون من النواة في الوسط جسيمات سالبة الشحنة تسمى الواحدة إلكترون، في حين أن شحنة الوسط موجبة.
٣- يعجّ الكون بإشعاعات طويلة يصل طولها الى مائة ألف كيلومتر، وقصيرة يصل قصرها إلى عشرة فيمتومتر، تنطلق في الاتجاهات كافة وهي ذات طاقة كهرومغناطيسية نابعة من اهتزاز العناصر في الكون.
٤- ثبت أن مخ الإنسان نفسه يبعث بأمواج كهربائية بمعدل ٢٠٠٠ ذبذبة في الثانية، وبناء عليه فإن جميع إحساساتنا الأرضية تتأثر بدلالة هذه الذبذبات.
٥- صحة الإنسان ومرضه يتوقفان على مدى انسياب الطاقة الكهرومغناطيسية خلال جسمه، ويعني تعثر هذا الانسياب بالضرورة حدوث المرض للجسم الفيزيقي، فتحتاج هذه الطاقة لإعادة التوازن.
من أجل ذلك، لا يجوز لنا لمجرد أننا لم ندرك كنه الشيء أن نحكم عليه بأنه دجل أو شعوذة أو خرافة، فالعلم بحر غزير.. وللمقال بقية.
