خزانة العالم

فكرة
04:00 صباحا
قراءة دقيقتين
يوسف أبولوز

تشهد الساحة الثقافية في الإمارات حركة ترجمة متزايدة ذات أفق عالمي في العقدين الماضيين، من دون فتور أو تراجع في خريطة هذا النمو الترجماني المتمثل اليوم في مؤسسات قائمة بذاتها في الدولة، بحيث يكتمل مشهد الترجمة الإماراتي هذا في قطاع بحدّ ذاته، يتكامل مع القطاعات الحيوية الإنتاجية الأخرى، سواء في حقل الثقافة التي باتت في الإمارات مشروعاً محلياً عربياً عالمياً يستثمر في الإنسان ويوجهه إلى المستقبل، أو في الحقول التنموية الإبداعية والاستثمارية الأخرى في الدولة.
الترجمة في الإمارات قطاع.. وقطاع مهم أيضاً، بالنظر إلى عائداته المادية والمعنوية على المشهد الثقافي المحلي، أو عائداته على مستوى عالمية الثقافة الإنسانية، وصلة الثقافة العربية الإماراتية بهذه العالمية.
الترجمة في الإمارات بانتظامها واختياراتها ومهنيتها في النقل من لغة إلى لغة.. هي نشاط ثقافي تتميز به الدولة حقاً، وتبقى في مقدمة الدول العربية في هذا المجال الذي يعزز عملياً على الأرض، مفهوم الحوار بين الشعوب والثقافات والحضارات، ويعزز أيضاً مفهوم «الجسرانية» (من الجسر أو الجسور) وهي المفردة التي ترتبط دائماً بالتعاون والتكامل والتعايش بين البلدان، وذلك عندما يجري الحديث بشكل خاص عن الثقافة في العالم، أو عن الثقافات في العالم.
ولكي لا نبتعد أكثر في التوصيف الذي له أيضاً ما يبرره، نقول إن مشروع كلمة للترجمة في أبوظبي جمع ثقافات العالم في خزانة واحدة وفق رؤية ترجمانية معاصرة، وتطبيقاً، وفق مترجمين مهنيين يساعدهم مراجعون مهنيون أيضاً، بحيث تخرج المادة المترجمة مكتملة تماماً؛ معرفياً وثقافياً وفنياً ونشرياً، وما ينطبق على مشروع كلمة في أبوظبي نجد خصائصه في النشاط الترجمي في دبي، من خلال العناوين التي تتبناها أو تدعمها مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، وهي عناوين عالمية في الآداب والفنون والعلوم والتاريخ، ومرة ثانية هناك فرق عمل محترفة وراء هذا الإنتاج الترجماني العالمي.
باختصار شديد يوجد في الإمارات قطاع ترجمة، لكن السؤال الذي يجب ألاّ يكون خجولاً أو متردداً هو: أين المترجم الإماراتي المشارك في هذا القطاع؟.
أسماء أقل من أصابع اليد الواحدة كما يقولون تشارك في الترجمة المحلية بتوقيع إماراتي، وباقي التوقيعات والمراجعات الترجمانية تعود إلى خبرات عربية، ولا نظن أن المترجم الإماراتي لا يمتلك مثل هذه الخبرات، فهو ابن بيئة تقرأ بالعربية والإنجليزية وبعض اللغات العالمية باحتراف؛ لا بل هناك عناصر أدبية من جيل الشباب الإماراتي تكتب بالإنجليزية.. فلماذا، إذاً ونتساءل بإخلاص للساحة الثقافية الإماراتية يغيب المترجم الإماراتي؟ أو لماذا لا يُجرِّب أن يخوض التجربة على الأقل؟ تجربة الترجمة بثقة وإقبال على ذاته المبدعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"