البرازيل تكافح حمى الضنك بالهواتف الذكية

02:42 صباحا
قراءة 3 دقائق
تعد "حمى الضنك" مشكلة دائمة للدول التي ينتشر فيها المرض بسبب السهولة الكبيرة للتكيف مع الظروف البيئية لدى البعوض الذي ينقل هذا المرض إلى الأوساط المدنية .
وتتجلى أعراض المرض في حمى وآلام في الرأس وأخرى عضلية ويمكن أن تظهر بشكل نزيف خطر أيضا، وليس هناك دواء أو لقاح لعلاجه .
وحسب منظمة الصحة العالمية يصاب ما بين 50 و100 مليون شخص بهذه الحمى سنويا بينهم 200 إلى 500 ألف يعانون النزيف .
بالنسبة لبلد كبير المساحة مثل البرازيل، فإن الحكومة تنفق نحو 300 مليون دولار سنويا لمكافحة "حمى الضنك" منذ بدأ ظهور هذا المرض فيها قبل عشرة أعوام .
وفي سبيل ذلك أطلقت الحكومة البرازيلية مبيداً غير مؤذ للبشر والبيئة لمكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك القاتل، وأعد المركز البرازيلي للأبحاث الزراعية مع شركة خاصة هذا المبيد "بي تي-هوروس" ليستخدم في الأرياف وفي مجاري المياه الطبيعية وحاويات مياه الشرب في المدن دون إلحاق أي أذى بالبيئة .
أما الجديد فهو أن الأطباء البرازيليين سيحصلون قريباً على تطبيق إلكتروني يعمل من خلال الهواتف الذكية لاحتواء تفشي هذا المرض بشكل تجريبي في مدينة ناتال الاستوائية في شمال شرق البلاد .
ويسمح هذا التطبيق المخصص للهواتف الذكية للسكان بإبلاغ السلطات بمواقع تركز البعوض وحالات حمى الضنك بضغطة اصبع .
وقد طور التطبيق الباحث الجامعي ريكاردو فالينتيم بالتعاون مع عالم الأوبئة يون دي اندراده الذي يعمل في بلدية ناتال .
ويقول اندراده "عندما يرصد احدهم "حمى الضنك" يشيرون إلى ذلك على خريطة التطبيق لمعرفة اين يتفشى المرض والتحرك بسرعة لوقف تفشيه" .
وتطبيق "مرصد حمى الضنك" هو في مرحلة تجريبية الآن، لكنه سيوضع في الخدمة فعليا في وقت قريب ما يسمح للسلطات بتحديد أماكن تحرك البعوض الناقل للمرض بدقة .
ويوضح اندراده "إذا كان الأمر يتعلق بالبعوض يمكن أن نحدد مكانها وأن نعالج مصدر المياه . وفي حال التثبت من الإصابة يمكننا أن نهتم بالمريض" .
ولا يتوافر علاج لهذا المرض الذي تتنقل عدواه عبر البعوض .
وقد أصاب هذا المرض البرازيل أكثر من غيرها خلال القرن الحالي مع تسجيل سبعة ملايين إصابة منذ العام 2000 أدت إلى وفاة 800 شخص في السنوات الخمس الأخيرة . وتزايد القلق كثيراً مع استضافة البرازيل لمباريات كأس العالم هذا العام .
ففي مدينة كامبيناس في ولاية ساو باولو، حيث نزل المنتخب البرتغالي ونجمه كريستيانو رونالدو، توفيت ثلاث نساء هذه السنة من حمى الضنك في السابعة والعشرين والتاسعة والستين والحادية والثمانين .
واعتبرت مدن ناتال وريسيفي وفورتاليزا التي استضافت عدداً من المباريات في اطار المونديال مناطق خطرة في دراسة نشرها علماء برازيليون واوربيون في مجلة "ذي لانسيت" الشهر الماضي .
وسجلت في ناتال ثلاثة آلاف إصابة هذه السنة وعانت المدينة أمطاراً غزيرة منذ انطلاق كأس العالم .
وفي مستشفى محلي تجلس جوانا بانتظار إجراء تحليل للدم . وتوضح "أعاني ألماً في الرأس وأوجاعاً في المفاصل وحرارةً مرتفعة . وقبل ذلك شعرت بألم في العينين" .
وقد يتبين أنها مصابة بمجرد فيروس مع أن كل الأعراض التي تعانيها هي أعراض حمى الضنك .
ويقول الطبيب المحلي ماريو توسكانو "لقد سجلنا إصابات عدة بحمى الضنك في الفترة الاخيرة لكننا بعيدون عن مستويات وبائية" .
وغالباً ما لا تتوافر المياه الجارية في احياء ناتال الفقيرة .
لذا، فإن بعض مدن الصفيح في المدينة، حيث يهرول الأطفال حافي الأقدام فيما المياه المبتذلة تمر في مجار مفتوحة، تواجه خطراً أكبر بكثير بتسجيل إصابات بحمى الضنك .
ويقول ابردال فاريلا دا في "هذه الأمكنة هي التي تجذب البعوض"، مشيراً بيده إلى بركة أسمنتية من المياه الراكدة تستخدمها عائلات عدة لأغراض الطبخ والغسيل في أكواخها المؤلفة من غرفة واحدة .
وفي المياه الراكدة تضع إناث البعوض بيوضها التي تكبر وتتحول إلى بعوض يحمل المرض .
وتتوخى ايفانيلدا فيرمينو الحذر الشديد في منزلها وهي تقول: "أنا متنبهة على الدوام لأن ابني أصيب بحمى الضنك أربع مرات حتى الآن" .
ومع مجيء مئات آلاف الأجانب إلى البرازيل في إطار كأس العالم لكرة القدم التي تنتهي في 13 يوليو/تموز، تتوخى السلطات الحذر .
ويقول اليساندره دي ميديروس تافاريس كبير الأطباء في الفريق الخاص بحمى الضنك في مجلس ناتال البلدي: "بفضل عملنا على الأرض سجلت حالات إصابة أقل . لكن في حال سجلت إصابات أكثر، لدينا خطة خاصة بكأس العالم جاهزة للتطبيق . لكن وفقاً لتحليلاتنا من غير المرجح أن نحتاج إليها" .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"