عودة الأمل الضائع

عين على الفضائيات
04:35 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

رامي يوسف، رامي مالك، مينا مسعود.. أعدتم إلينا أملاً كنّا حسبناه ضائعاً، وأعدتم فتح أبواب أغلقها الغرب طويلاً في وجه نجومنا، حتى صار عمر الشريف الرمز الذي تغنينا به سنوات وسنوات، ورأيناه النجم العربي الوحيد الذي أقنع الغرب فمنحوه الجوائز مع كل الحب والترحاب.

رامي يوسف الفائز حديثاً بجائزة «جولدن جلوب» لأفضل ممثل في مسلسل كوميدي، هو الممثل العربي الثالث الذي يحمل هذه الجائزة بعد عمر الشريف ورامي مالك، علماً أن هذا الأخير كان مرشحاً أيضاً هذا العام للجائزة، وقد سبق أن حازها لأفضل ممثل في فيلم دراما، كما حاز عدة جوائز، أهمها الأوسكار لأفضل ممثل، وجائزة «البافتا» لأفضل ممثل، وجائزتا «إيمي» وغيرها..

3 ممثلين شباب مصريين، عاشوا في الغرب، كبرت موهبتهم فيه فكبر شأنهم وبرزت أسماؤهم حتى نالوا إعجاب الجمهور والنقاد حول العالم. ثلاثة كسروا طوق اللعنة التي حلّت على الفنانين العرب، فأبعدتهم عن دائرة الجوائز العالمية، رغم تمكن ممثلين جيدين من العمل في أفلام ومسلسلات أجنبية، إنما دون تحقيقهم أي تقدم باتجاه الترشيحات والجوائز في مهرجانات عالمية كبرى.

هل كان عمر الشريف «عبقرياً» في التمثيل، يملك موهبة لا نظير لها في العالم العربي؟ طبعاً لا، فإذا تحدثنا عن الفنان محمود المليجي مثلاً، نضعه في خانة أصحاب الموهبة النادرة، والذين يتحولون مع الوقت وامتداد الخبرة إلى نماذج تُدرَّس في كليات الفنون، والنجوم الذين لا يشبههم أحد ولا يشبهون إلا ذواتهم. لكن المليجي لم يصل إلى أعتاب المهرجانات العالمية، ولم تفتح أمامه أبواب «هوليوود» كما فتحت لعمر الشريف.

رامي ورامي ومينا شموع تضيء دروب شبابنا العربي ليرى الأمل في تقديم فن يلقى صدى في الخارج، إنما السؤال الأهم: هل يجدون من يقدم لهم «السيناريو» والإنتاج الذي يليق بصورتنا فيقدمهم ويقدمنا معهم إلى العالم؟ هل الأعمال العربية التي نشاهدها على شاشاتنا على مستوى طموحات ومواهب شبابنا؟ نحن اليوم لا نصل إلى المهرجانات العالمية إلا من خلال جهود فردية لمخرجين شباب والسينما المستقلة، والسؤال الذي تردد يوم سطع نجم محمد صلاح في لعبة كرة القدم وضمن فريق «ليفربول»: «ترى لو بقي في بلده كان سيحظى بهذه النجومية والشهرة؟»، نكرره مع تألق رامي يوسف ورامي مالك ومينا مسعود وغيرهم من الموهوبين الشباب العرب، الذين يرفعون اسم بلادهم عالياً في الغرب ويفخرون بأصولهم؟ هل نعرف كيف نحتضن شبابنا وطموحاتهم فندعمهم بكل فخر، أم تحولنا إلى دول تنجب المواهب وتطرحها في أرض غريبة كي تنمو وتزدهر كما تستحق؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"