برنامج “ترجم”

من أسبوع لأسبوع
13:04 مساء
قراءة دقيقتين

حسناً فعلت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، عندما أطلقت برنامج ترجم، وقد شد انتباهي فعل الأمر ترجم، حيث إن أمتنا العربية إن لم تستخدم أنت معها فعل الأمر، لا تتحرك من تلقاء نفسها، فالفعل ترجم ربما ينشط حركة الترجمة في العالم العربي، كما أرادت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم.

ثم إن ترجمة 365 كتاباً بعدد أيام السنة، يعد إنجازاً كبيراً إذا قورن الرقم بالرقم الذي يحققه العالم العربي في عام، وجميل أيضاً أن الترجمة لا تتم عشوائياً، أو لا تأخذ شكل المجاملات والمحاباة، بحيث يترجم الكتاب بحكم أنه أتى من صديق أو لأنه كتاب مترجم موجود عند فلان منذ زمن، لكنه لم يرَ النور بعد.

كلا فالكتاب المترجم الذي يطبع، هو الذي يحقق هدفاً معيناً، ويملأ فراغاً عربياً معلوماً، وقد تم التركيز الآن على الكتب المتخصصة في الإدارة، وهذا في حد ذاته يعد إنجازاً أيضاً.

وإلا فالترجمة يصبح مآلها مآل التخصص الأدبي الذي كان يركز عليه الشباب في فترة من الفترات، وكانوا يظلون كذلك، لولا أن الدولة اتجهت إلى دمج الأدبي والعلمي في بعضهما بعضاً، بحيث إن الطالب يدرس كل التخصصات، وفي النهاية يتخرج وهو مزود بقدر معين من كل المهارات، وإن كان التركيز الجامعي على تخصص معين.

أجل.. فالحاسوب اليوم أصبح من حيث الأهمية مثل علم النحو سابقاً، إذ كان مشايخنا يقولون:

النحو أولى أولا أن يعلما

إذ العلوم دونه لن تفهما

واليوم يقول الشباب:

تعلم الحاسوب أنت أولا

فهو غدا لكل فن مدخلا

نعود إلى الترجمة، ونقول: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي قطع على نفسه هذا العهد، وقد أكد سموه في زيارته إلى برلين، أنه سوف يدعم البرنامج الترجمي المشترك بين المؤسسة والعالم، لعلمه بأن العالم في حاجة ماسة إلى الترجمة التي تعد البوابة التي من خلالها نطل نحن العرب على الغرب، ويطل الغرب من خلالها علينا.

ويؤكد ياسر سعيد حارب أن برنامج ترجم يعد من المشاريع التنموية التي تحظى برعاية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فسموه مهتم بالإنسان اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، إلا أنه يركز على الجانب المعرفي أكثر، لأنه الرافد الأمين الذي يغذي الجوانب الأخرى بكل إخلاص.

ودبي معروف عنها أنها مهتمة بالإدارة، إذن فإن البدء بها في الترجمة ظاهرة صحية، لأن العالم العربي في حاجة إلى تنشيط ذاكرته، وهو اليوم يتخبط في وقت الأزمات، نتيجة سوء الإدارة، وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كتاب رؤيتي، ص:60:

أزمة الأمة العربية اليوم ليست أزمة مال أو أزمة أخلاق أو أزمة أرض أو موارد، كل هذا موجود، والحمد لله، ومعه السوق الاستهلاكية الكبيرة، إنها أزمة إدارة.

شكراً لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم على إطلاق برنامج ترجم، والدعوة مثلما هي مفتوحة لأصحاب الأقلام الذين يترجمون المطلوب منهم في مجال الإدارة في هذه المرحلة، فإنها هي مفتوحة أمام دور النشر والترجمة العربية أيضاً، إذ يفترض أن يتفاعل الجميع في تحقيق أهداف هذا البرنامج الطموح.

www.arefonline.com
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"