عادي

عذب الكلام

00:02 صباحا
قراءة 3 دقائق
عذب الكلام

إعداد: فوّاز الشعّار

لُغتنا العربيةُ، يُسر لا عُسرَ فيها، تتميّز بجمالياتٍ لا حدودَ لها ومفرداتٍ عَذْبةٍ تُخاطب العقلَ والوجدانَ، لتُمتعَ القارئ والمستمعَ، تُحرّك الخيالَ لتحلّقَ بهِ في سَماءِ الفكر المفتوحة على فضاءات مُرصّعةٍ بِدُرَرِ الفِكر والمعرفة. وإيماناً من «الخليج» بدور اللغة العربية الرئيس، في بناء ذائقةٍ ثقافيةٍ رفيعةٍ، نَنْشرُ زاوية أسبوعية تضيءُ على بعضِ أسرارِ لغةِ الضّادِ السّاحِرةِ.

  • في رحاب أمّ اللغات

جماليات البلاغة، أن يكون في المصراع الثاني كلمة من المصراع الأول، كقول الشريف الرضي:

ولَقَدْ مَرَرْتُ على دِيارِهُمُ

وطلولُها بِيَد البِلى نَهْبُ

فَوَقَفْتُ حتّى عَجَّ مِنْ نَصَبٍ

نَضْوي ولَجَّ بِعَذْليَ الرَّكْبُ

دُرَرُ النّظْمِ والنَّثْر

هَذا الصَّباحُ

ابن زيدون

هَذا الصَّباحُ عَلى سُراكِ رَقيبا

فَصِلي بِفَرعِكِ لَيْلَكِ الغِرْبيبا

ولَطالَما أَبْدَيتِ إِذْ حَيَّيتِنا

كَفّاً هِيَ الكَفُّ الخَضيبُ خَضيبا

لَوْ شِئتِ ما عَذَّبْتِ مُهْجَةَ عاشِقٍ

مُستَعْذِبٍ في حُبِّكِ التَّعْذيبا

ولَزُرْتِهِ بَلْ عُدْتِهِ إِنَّ الهَوى

مَرَضٌ يَكونُ لَهُ الوِصالُ طَبيبا

ما الهَجْرُ إِلّا البَيْنُ لَولا أَنَّهُ

لَمْ يَشْحُ فاهُ بِهِ الغُرابُ نَعيبا

ولَقَدْ قَضى فيكِ التَجَلُّدُ نَحْبَهُ

فَثَوى وأَعْقَبَ زَفْرَةً ونَحيبا

  • من أسرار العربية

الفرق بين «فَراسَة» (بفتح الفاء) وفِراسَة (بكسرها)؛ في صحيح اللغة: فَرُس فلانٌ، يَفْرُس فُرُوسةً وفَراسةً إِذا حَذِقَ أَمر الخيل. ويقال: هو يَتَفَرَّس: إِذا كان يَتَثَبَّتُ وينظرُ. والفِراسة، بكسر الفاء: في النَّظَر والتَّثَبُّت والتأَمّل للشيء والبصَر به؛ يقال إِنه لفارس بهذا الأَمر إِذا كان عالماً به. والفَرَسُ: يَقَعُ على الذَكَرِ والأُنثى، ولا يقال للأُنثى فَرَسَة. والفارسُ: صاحبُ الفَرَس، والجمع: فُرْسان. والفَراسُ: تمرٌ أسْوَد؛ قال الشاعر:

إذا أكلوا الفَراسَ رَأيْتَ شاماً

على الأنْشالِ منهم والغُيُوْبِ

في الفروق: بين أنواع الطلب: التّوَخِّي: طَلَبُ الرِّضَى والخَيْرِ والمَسَرّةِ. البَحْثُ: طَلبُ الشَّيءِ تَحْتَ التُّرابِ. التَّفْتِيشُ: الطَلَب في بَحْثٍ، ومثله: الفَحْصُ. الإِراغَة: طَلَب الشَّيْءِ بالإرادَةِ. المُحاولَةُ: طَلَبُ الشَّيْءِ بالحِيَلِ. الارْتِيادُ: طَلَبُ الماءِ والكَلا والمنزِلِ. المُزاوَلَةُ: طَلَبُ الشَّيْءِ بالمُعَالَجَةِ. التّعْييثُ: طَلَبُ الشّيْءِ باليَدِ مِنْ غيرِ أنْ يُبْصِرَهُ. التَّحَرِّي: طَلَبُ الأحْرَى مِنَ الأُمُورِ. الالْتِمَاسُ: طَلَبُ الشَّيْ باللَّمْسِ. الجَوْسُ: طَلَبُ الشَّيْءِ باسْتِقْصاءٍ.

  • هفوة وتصويب

يجري على ألسنةِ الكثير قولُهم: الدكتورة فلانة، رئيسُ القسم، وهي أستاذٌ مشاركٌ، وفلانةٌ مديرُ المؤسسة.. ونحوها في تذكير الألقابِ العلميةِ والمهنيةِ والمناصب للنساء؛ فما الصَّوابُ؟ وما القاعدةُ التي تحكمُه؟

الفرّاءُ أقدمُ من تناولَ هذا الموضوعَ، في كتابه «المذكّر والمؤنّث»، وأشارَ إلى علّتِهِ اللغويةِ، وابتدأ قوله بتقرير الأصل في اللغةِ، وهو المطابقةُ «رجلٌ كريمٌ وامرأةٌ كريمةٌ». وأشارَ إلى جوازها في المصروفِ عن أصلِهِ (من اسمِ الفاعل إلى اسم المفعول)، نحو «امرأةٌ قتيلٌ وكفّ خضيبٌ». وجاء في شعر العرب تأكيد تلك المطابقة، كقول عبد الله بن همام السلولي:

فلو جاؤوا ببَرّةَ أو بهِنْدٍ

لبايَعْنَا «أَمِيرةَ» مُؤمنينا

وليس خطأ أن تقول: مديرة وأستاذة واستشارية.

  • من حكم العرب

وفي التَنَقُّلِ عِزٌّ لِلفَتى وعُلاً

لَمْ يَكمُلِ البَدْرُ لَوْلا كَثرَةُ النَّقَلِ

والمَنْدَلُ الرَّطْبُ في أَوْطانِهِ حَطَبٌ

وقَد يُقوَّمُ في الأَسفارِ بِالجُمَلِ

(المَنْدَلُ: العُودُ الطيِّب الرائحة).

البيتان لابن المقرب العيوني، يقول إن الثبات والجمود في مكان ما، أو عمل ما، فيه نوع من الخمول، وعدم التجدّد، ومن الضروري للإنسان، حتى يتطوّر، أن يتنقّل ويشاهد أموراً كثيرة غير موجودة في محيطه، فالبدر لا تكتمل صورته، ويزيد بهاؤه، إلا بالتنقّل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3vsk95j2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"