الأزمة والهمّة

هنا الشارقة
00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
عيسى هلال الحزامي

* ما جدوى المعرفة إذا لم نستثمرها في حياتنا؟ وما قيمة الخبرة إذا لم تصقل صاحبها من التجارب التي خاضها؟ وكيف نثبت دعائم دولتنا ونبرهن على صلابتها وقوتها ما لم نصادف تحديات فنعبرها، ونواجه أزمات فنجتازها؟ وما الدليل على انتمائنا لها وتفانينا في حبها سوى المشاركة والتعاون، والتكامل والتعاضد، والإيثار والتضحية؟ وفي نهاية هذه المتوالية من الأسئلة، يبرز السؤال الأهم وهو: «ما تقديرنا لنعمة الأمن والأمان إذا لم نعرف كيف نحافظ عليهما؟

* في الوقت المناسب، كما هي عادة سموه، جاءت كلمات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لتحيي فينا الحماس والهمّة ونحن نواجه تداعيات الأزمة المناخية الطارئة، وأجاب سموه ببديهته الحاضرة على معظم التساؤلات التي ذكرتها في المقدمة السابقة، وفوق ذلك نصح ونبه الغافلين، واختتمه بالدعاء لرب العالمين ليحفظ دولتنا وأبناءها من الأشرار والمتربصين، وكانت توجيهات سموه واضحة وحاسمة وقاطعة بسرعة حصر وتقييم الأضرار، وسرعة التحرك لعودة الاستقرار، ورأينا ولي عهده ونائبه سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي يباشر ويتابع، ونائبيه سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي وسمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي يتفقدان ميدانيًا كل التدابير والإجراءات، وكل المؤسسات المعنية من طوارئ وأزمات وشرطة وإنقاذ ودفاع مدني ومواصلات وبلديات وجمعيات، بما فيها الأندية والمراكز الرياضية، جميعها حاضرة ومستنفرة لاجتياز عواقب ذاك المنخفض الجوي الذي لم تصادفه الدولة منذ 75 عاماً.

* تعلمت الكثير في الفترة التي عملت فيها في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وأفخر وأعتز بكل ما قمت به خلال رئاستي المركز الخاص بها في الشارقة، وكنت قلبًا وقالبًا مع فرق العمل وهي تقوم بدورها في التصدي لكل تداعيات «السحابة الخارقة» التي أمطرت علينا في يوم واحد ما لم تصادفه لندن في شهور، واستحضرت كل ما حصلته من تجارب وخبرات لمواجهة أسوأ سيناريوهات الأزمات، ولم أجد شبيهاً لما حدث، إذ كان سجل المخاطر لا يتعدى استمرار الأمطار العادية مع جريان السيول بالوديان لثلاثة أيام على الأكثر، لكنه درس جديد بأزمة جديدة، وكما قيل في الأثر.. الأزمة تلد الهمّة، والهمّة تقوي الأمة.

* أخيراً تحية وطنية مخلصة لكل الجهود والمبادرات الخيرية التي بذلت في الأيام الماضية لاجتياز محنتنا الطارئة.. و«تحيا الهمة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3xjnzvd6

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"