مجرد دعم معنوي

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

رغم استبشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمساعدات العسكرية التي وافق مجلس النواب الأمريكي على تقديمها لأوكرانيا، إلا أن الغالب أنها لن تغيّر من مسارات الحرب في أوكرانيا التي طالت لأكثر من عامين ومرّت بمنعطفات كثيرة غير أنها لم تقترب يوماً من ساعة الحسم، ولا يبدو كذلك أنها قريبة.

تماماً مثل إسرائيل و«حماس» المتواجهتين في غزة، مع مراعاة الفوارق في طبيعة الصراع، لم يحقق طرفا الحرب الروسية الأوكرانية أياً من الأهداف التي تنطوي عليها، ف «العملية العسكرية الخاصة» لروسيا، كما أسمتها، طالت بأكثر مما توقعت من دون نصر حاسم، ولم تفلح جبهة أوكرانيا ومن معها من الغرب في ترويض القوة الروسية.

ورغم خسائر الطرفين، ليس في الأفق أيضاً ما يشي بأن مفاوضات قد تجمعهما قريباً مع تمسك كل منهما بالعزم على المواصلة، فروسيا عازمة على المضي إلى نصر ترى أنه حتمي دفاعاً عن وجودها، انطلاقاً من إيمانها بأن الغرب يسعى إلى القضاء عليها وإخضاعها لشروطه بتكتله خلف أوكرانيا. وتؤمن روسيا، وعبّرت عن ذلك مرات، بأنها اضطرت إلى خوض هذه الحرب بعد أن اقترب التهديد الجدي من حدودها، وأنها لا تواجه أوكرانيا، إنما الولايات المتحدة وأوروبا، أو بالأحرى من يدور من الدول الأوروبية في الفلك الأمريكي.

وفي المقابل، ترى الولايات المتحدة ومن معها أن الحرب فرصة سانحة لتقليم أظفار «الدب الروسي» على الأقل إن لم يتحقق تفوق كامل عليه، وهو تفوق تستبعده بعض الدول الأوروبية أو يأست منه، وصرح بذلك بعضها، وربما كان وراء فتور حماسها في فترات من الحرب للاستمرار في دعم كييف عسكرياً، بل وتباطؤها في تقديمه، رغم إلحاح الرئيس الأوكراني في طلبه.

هذا الإلحاح أثمر على الجانب الأمريكي بموافقة مجلس النواب على تقديم حزمة مساعدات بقيمة نحو 61 مليار دولار أنعشت آمال زيلينسكي، وأشعرت قطاعات من الأوكرانيين بالارتياح.

ورغم ذلك، يرى البعض أن أثر هذه المساعدات معنوي أكثر منه عملياتياً، فالغلبة لا تزال لروسيا، وقواتها تواصل قصف العديد من المدن الأوكرانية والبنية التحتية للطاقة، بينما يصعب على الجيش الأوكراني إيقاف ذلك.

فضلاً عن ذلك، يعاني الجيش الأوكراني نقصاً في الذخيرة التي ألحّ زيلينسكي في طلبها مع الأنظمة المضادة للطائرات لصد الضربات الروسية. وإن يكن أفلح في انتزاع مساعدات من واشنطن بعد طول انتظار، فإن الشركاء الأوروبيين لن يقدموا على توفير دعم مماثل قريباً، وعلتهم في ذلك محدودية القدرات الإنتاجية التي تعطل تسليم أسلحة لكييف.

وسواء تبع الدعم الأمريكي مثيل أوروبي بأي صورة، فإن آثار ذلك على مسار الحرب الروسية الأوكرانية لن تتبدى في الأمد القريب، فالمتوقع أن تكثف روسيا هجماتها قبل وصول المساعدات إلى ساحة القتال، فينعدم أثرها ويبقى التفوق الروسى وتتبدد معه الآمال الأوكرانية، ويتكرر طلب زيلينسكي العون.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3h7v3yfa

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"