دعت جمهورية جنوب إفريقيا، أمس الأربعاء، المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيق عاجل وشامل في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق في قطاع غزة، مؤكدة أنها دليل على الإبادة الجماعية، بينما جددت إسبانيا وإيرلندا عزمهما الاعتراف قريباً بالدولة الفلسطينية في اللحظة المناسبة، بعدما أقدمت جامايكا على هذه الخطوة وأصبحت الدولة 142 التي تعترف رسمياً بدولة فلسطين.
وأشارت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا، في بيان لها، إلى حالة الرعب التي برزت بعد اكتشاف مقابر جماعية في مستشفيي ناصر والشفاء بعد الانسحاب الإسرائيلي منهما. وشددت على أن إسرائيل تتجاهل قرارات محكمة العدل الدولية، مشيرة إلى أن الأدلة المتعلقة بعمليات القتل الجماعي التي ارتكبتها ضد المدنيين تشير إلى جرائم حرب وإبادة جماعية.
بدوره، دعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق مستقل بشأن التقارير عن اكتشاف مقابر جماعية. وقال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو «إنه أمر يجبرنا على الدعوة إلى تحقيق مستقل في جميع الشبهات والظروف نظراً إلى أنه يخلف انطباعاً بالفعل بأن انتهاكات قد تكون ارتُكبت لحقوق الإنسان»..وأضاف «لذلك من الضروري أن يتم فتح تحقيق مستقل وضمان المحاسبة».
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ليست طرفاً في التحقيق المستقل بقضية المقابر الجماعية التي عُثر عليها في قطاع غزة، قائلة «إنها تثق بإسرائيل في التحقيق بهذه القضية». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إنهم على «اتصال وثيق» مع تل أبيب في ما يتعلق بكيفية إجراءات إسرائيل بخصوص قضية المقابر الجماعية التي عثر فيها على جثث مئات الفلسطينيين.
وفي سياق آخر، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز مجدداً التزام بلاده بالاعتراف بدولة فلسطين، مضيفاً أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام والأمن في المنطقة. ونشرت صحيفة (البايس) تقريراً كشفت فيه عن طبيعة الاعتراف الإسباني المنتظر بالدولة الفلسطينية ومكان السفارة وطبيعة العلاقات الدبلوماسية. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية تأكيدها أن مدريد ستعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية في الأسابيع المقبلة، مضيفة أنها لن تفتح سفارتها في رام الله، المدينة الواقعة في الضفة الغربية حيث يقيم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويوجد مقر حكومته. وتفضل أن تكون القنصلية العامة لإسبانيا في القدس.
وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية قامت بالفعل بتفعيل جميع الآليات للاعتراف بالدولة الفلسطينية، في انتظار أن يقرر رئيس الحكومة بيدرو سانشيز اللحظة المناسبة.
وقال وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن إن بلاده تعمل مع دول تشاركها الرأي في الاتحاد الأوروبي ليتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال مارتن نؤمن بحقوق الفلسطينيين في تقرير المصير وتأمين مستقبلهم ضمن دولة لهم. وبعد أن شدد على وجوب وقف إطلاق النار فوراً في غزة والسماح بدخول المساعدات دون عوائق، أشار إلى الوضع خطير جداً في الضفة الغربية ويجب تخفيف التصعيد بأسرع وقت ممكن.
وكانت دولة جامايكا قد أعلنت أمس الأربعاء اعترافها بالدولة الفلسطينية، لتصبح الدولة ال142 التي تعترف بها. وقالت وزيرة خارجية جامايكا كامينا جونسون سميث إن بلادها تواصل الدعوة إلى حل الدولتين باعتباره الخيار الوحيد القابل للتطبيق لحل «الصراع الطويل الأمد». وأضافت أن اعتراف جامايكا بدولة فلسطينية يعزز التوصل إلى حل سلمي يدعم كرامة الفلسطينيين وحقوقهم، كما يضمن أمن إسرائيل أيضاً.
(وكالات)
