لا تزال معدلات الكشف المبكر عن سرطان البروستات دون المستوى المطلوب حيث يسجل هذا المرض الخبيث أحد أعلى معدلات الإصابة للسرطان ، إذ يصيب 8.8% من الرجال ، الأمر الذي يسلط الضوء على ضرورة نشر الوعي حول أهمية الكشف المبكر عن هذا المرض.
وفي هذا الصدد، يؤكد البروفيسور حميد الشامسي، رئيس "جمعية الإمارات للأورام"، على ضرورة ردم هذه الفجوة قائلاً: "إذا نظرنا إلى الدول الغربية، نجد أنها تطبق إجراءات فحص سرطان البروستات بمعدل أعلى من الدول الآسيوية والأفريقية، مما يمكنها من تشخيص سرطان البروستات في مراحل مبكرة، مقارنة بالدول الأخرى التي يتم فيها تشخيص المرض غالباً في مراحل متقدمة. لذا، يلعب الفحص المنتظم دوراً بالغ الأهمية في محاربة سرطان البروستات الذي يُصنف من الأمراض الصامتة، شأنه شأن الأنواع الأخرى للسرطان. وهذا ما يجعلنا بحاجة إلى اكتشافه بشكل مبكر حتى نتمكن من علاجه في الوقت المناسب".
يُذكر أن الإصابة بسرطان البروستات تظهر وفق ثلاث مراحل: المرحلة الأولى يكون فيها السرطان متمركزاً (يقتصر على غدة البروستات)، المرحلة الثانية ينتشر فيها ضمن كامل الغدة (ويصل إلى الهياكل القريبة أو العقد اللمفاوية)، والمرحلة الثالثة المتقدمة (ينتشر فيها السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم). ورغم أن الكشف المبكر والعلاج قد يمنحان المرضى فرصة الشفاء منه، لكن فحوص سرطان البروستات لا تزالأقل من المستوى المطلوب. وهنا يوضح البروفيسور حميد هذه المسألة قائلاً: "نقص الوعي حول أهمية الفحص المنتظم هو من أحد العوامل الحاسمة في محاربة هذا المرض رغم أنه لا يتطلب سوى إجراء اختبارا بسيطا ومباشرا للدم. لكن للأسف يعتقد الناس في معظم الأحيان أنهم ليسوا بحاجة لإجراء الفحص نتيجة عدم ظهور أي أعراض لديهم، أو خلو السجل المرضي لعائلاتهم من السرطان. الأمر الذي من شأنه أن يعود بالضرر عليهم ويؤدي إلى اكتشاف السرطان في مراحل متقدمة يكون فيها المرض قد انتشر بالفعل إلى أجزاء أخرى من الجسم، ما يزيد من صعوبة علاجه. وقد آن الأوان حقاً لتشجيع الأفراد على إجراء الفحص حتى لو لم تظهر لديهم أي أعراض أو مؤشرات".
ومن شأن الكشف المبكر عن سرطان البروستات أن يتيح أيضاً لمقدمي الرعاية الصحية والمرضى إمكانية البحث عن خيارات علاج إضافية متخصصة. ويشير البروفيسور حميد إلى أن علاج مرضى سرطان البروستات قد شهد تطوراً غير مسبوق على مدى السنوات العشرين الماضية وأتاح طرق علاج أخرى يمكن تجريبها واستكشاف مدى فعاليتها، ويضيف البروفيسور حميد : "ابتكارات مثل العلاج المناعي والعلاجات المخصصة لعلاج هذا المرض الخبيث تقدم بارقة أمل لمرضى سرطان البروستات، ونشكر مجتمع الرعاية الصحية الذي يبذل قصارى جهوده لتعزيز فهمنا وزيادة وعينا بخصوص الأنواع المختلفة لسرطان البروستات، على أمل طرح علاجات متطورة تفيد المرضى".
ورغم أن معدل الإصابة بسرطان البروستات في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج أقل من دول الغرب بشكل عام، إلا أن هذه الأرقام موجودة على أرض الواقع وتُسبب المعاناة للعائلات التي تصارع المرض وما يصحبه من آثار جانبية عاطفية واجتماعية. وهنا يقول البروفيسور حميد: "إن تشخيص الإصابة بالسرطان هو خبر صادم لأي شخص إذ نظن جميعاً أننا لن نصاب به. ولكن عندما تُشخص إصابة أي فرد بهذا المرض، فإن آثاره تتخطى الحدود الفردية لتؤثر سلباً على رفاهية وسعادة الأسرة بأكملها. ونحن نضع هذا الأمر بعين الاعتبار حينما نشخص هذا المرض؛ فالأمر في نهاية المطاف لا يتعلق بعلاج المرض الجسدي فحسب، بل يكون مرتبطاً أيضاً بالجانب النفسي ويحتاج إلى كامل دعمنا".
وتدرك "نوفارتس"، الشركة المتخصصة في عالم العقاقير الدوائية، أهمية توحيد الصفوف لمواجهة تحديات الصحة العامة مثل سرطان البروستات. وتكرس لتحقيق هذا الغرض كل ما لديها من خبرات ومؤهلات عالمية , وتبرم العديد من الشراكات الاستراتيجية للكشف عن علاجات جديدة ومخصصة لمحاربة هذا المرض الخبيث، وإطلاق منصات في الطب الدقيق تلبي مختلف الاحتياجات المتعلقة بسرطان البروستات.
وتعليقاً على الدور الذي تؤديه الشركة في سبيل محاربة سرطان البروستات، يقول محمد عز الدين، المدير الإقليمي لشركة نوفارتس الخليج: "ندرك في نوفارتس أن كلمة السر لعلاج سرطان البروستات تتمثل في الكشف المبكر عنه، ومن خلال تضافر الجهود وتوحيد الصفوف، يمكننا تحقيق ما نسعى إليه على صعيد نشر الوعي على أوسع نطاق وتشجيع الأفراد على إجراء الفحوص بصورة دورية ومنتظمة. كما نهدف من خلال توفير العلاجات المخصصة إلى تقليل الأعباء التي تصاحب هذا المرض وحماية حياة المرضى المصابين بسرطان البروستات. فنحن ملتزمون بدعم حملات نشر التوعية وتوفير الموارد التثقيفية ومد يد العون لإجراء أي أبحاث من شأنها أن تحدث فرقاً حقيقياً في حياة مرضى سرطان البروستات في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها".
