يوم القوات المسلحة الخالد

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

بمشاعر مفعمة بالنخوة والاعتزاز، تحيي دولة الإمارات العربية المتحدة الذكرى الثامنة والأربعين لتوحيد قواتها المسلحة، وهي مناسبة تحتفي بها القيادة الرشيدة والشعب الوفي يوم السادس من مايو/ أيار في كل عام، باعتبارها محطة تاريخية جليلة شهدت توحيد القوات المسلحة تحت قيادة مركزية واحدة وعلم واحد على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسين، طيب الله ثراهم.

الاحتفال بهذا اليوم، وفاء بالعهد لحدث وطني عظيم، شكّل لحظة فارقة في مسيرة دولة الاتحاد، وأسهم في إعلاء صرحها الشامخ، ورسّخ الهوية والانتماء إلى هذه الأرض. وعلى مدى نحو خمسة عقود كانت القوات المسلحة الإماراتية عماد الوطن وحامية إنجازاته، وفاعلاً أساسياً في جهود التنمية والازدهار. وها هي تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، قوة مهيبة الجانب تضاهي القوات المسلحة في الدول المتقدمة، بما تتميز به من جاهزية عالية وخبرات متراكمة في حفظ الأمن والاستقرار، وتنفيذ واجباتها الإنسانية خارج أرض الوطن خلال الأزمات والكوارث التي واجهتها وتواجهها شعوب شقيقة وصديقة. كما أنها قوة خير وسلام واستقرار تدافع عن الحق، وتبادر بمد يد العون والمساندة للجميع في شتى بقاع الأرض، إضافة إلى دورها المحوري داخل الوطن في مسيرة التنمية المكللة بالريادة والإشعاع.

القوات المسلحة ليست جيشاً وآليات وأسلحة متنوعة فحسب، بل أيضاً قوة إبداع وابتكار وصناعات متنوعة ورافد أساسي للمجتمع والدولة بتأهيل القيادات المقتدرة والكفاءات المتميزة. وقد أكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كلمته بهذه المناسبة الخالدة، عندما قال: «إن الصناعات العسكرية الإماراتية تُسهم اليوم في تلبية جزء مهم من احتياجات قواتنا المسلحة، وتنافس بمنتجاتها عالية الجودة والكفاءة في سوق السلاح الدولي، وباتت رافداً مهماً لجهودنا في تنويع اقتصادنا، وميداناً حيوياً للبحث والتطوير وتكوين الكفاءات العلمية، وأداة فاعلة في تعزيز علاقات الإمارات مع الدول الشقيقة والصديقة».

ولا شك أن مسيرة الإنجازات، التي انطلقت منذ 1976 مازالت مستمرة، فاتحة الآفاق أمام مزيد من التقدم والتطور على كل المستويات، وهو أمر يبعث على الفخر ويلهب المشاعر الوطنية، إكباراً للتضحيات الجسام التي قدّمها الجيل الرائد في التأسيس والبناء، وإجلالاً وتقديراً لشهداء القوات المسلحة الذين ضحوا بحياتهم فداء للوطن، وكتبوا أسماءهم بمداد من ذهب في سجل العزة والشرف والكرامة.

من عام إلى عام سيبقى السادس من مايو راسخاً في ذاكرة الوطن وفي وجدان أبنائه، وسيظل مصدر إلهام واحتفاء على مر العصور وتعاقب الأجيال، فمثل هذه المناسبة الخالدة تشحذ العزائم وتعلق الهمم بالأسمى والأفضل من المنجزات الوطنية التي تعزز المسيرة الاتحادية المظفرة. وستبقى قواتتا المسلحة، درع الوطن وحامية مقدراته ومكتسباته، وتلبي نداء الواجب أنّى دعاها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/z327j5x3

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"