صفقة اندماج ويذر

03:01 صباحا
قراءة 3 دقائق

حظيت صفقة اندماج ويذر للاستثمار التي يملكها الملياردير المصري نجيب ساويرس مع فيمبلكوم الروسية باهتمام إعلامي بالغ، ليس غريباً على رجل صديق للإعلام وماهر في التعامل معه . ورسخ صاحب أوراسكوم تليكوم على مدى سنوات عمله الأولى سمعة أنه لا يدخل في صفقة إلا ويكسب وساعدته تلك السمعة ومهارته العالية في التعامل مع أسواق المنطقة على بناء واحدة من أهم مجموعات الاستثمار في الاتصالات فيها . لكن شراءه شركة ويذر للاستثمار الإيطالية قبل سنوات، والتي تملك 100 في المئة من مشغل الاتصالات الإيطالية ويند، لم يكن بداية مشوار نمو سريع كالعادة بل ربما كان قمة منحنى في مجال الاتصالات .

ولطالما تحدث ساويرس ومسؤولو التيمو الروسية عن حاجة ويذر والتيمو للاندماج مع شركة أكبر لتتمكن شركات الاتصالات التابعة لهما من المنافسة مع عمالقة الاتصالات في العالم . لذا لم تكن الصفقة مفاجئة، مع توقعات سابقة في السوق بأن ساويرس يتفاوض مع فيمبلكوم الروسية التي تملك أكبر نسبة من أسهم التيمو من أجل الاندماج في مجموعة كبيرة . ومن شأن اندماج الشركتين أن يؤدي إلى تكوين خامس أكبر شركة اتصالات في العالم حسب قاعدة المشتركين . إذ ستملك الشركة الجديدة قاعدة مشتركين بنحو 174 مليوناً موزعين في 20 بلداً في أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية . وسيصل إجمالي العائدات إلى 5 .21 مليار دولار .

ونتيجة الصفقة تستحوذ فيمبلكوم على ويذر، ومن ثم تملك الشركة الروسية شركة ويند الإيطالية لاتصالات الموبايل التي تملكها ويذر بالكامل إضافة إلى تملكها 7 .51 في المئة من أسهم أوراسكوم تيليكوم . ويستثنى من الصفقة نسبة 34 في المئة من أسهم شركة موبينيل المصرية واستثمارت أوراسكوم في كوريا الشمالية والذراع اليوناني لويند . ويقدر إجمالي الصفقة بنحو 6 .6 مليار دولار، يحصل مساهمو ويذر منها على 8 .1 مليار دولار نقداً والبقية في شكل أسهم في المجموعة الجديدة . وستكون ملكية المجموعة الجديدة بالشكل التالي: شركة الاتصالات الحكومية النرويجية تيلينور تملك 7 .31 في المئة والتيمو تملك 4 .31 في المئة وويذر تملك 20 في المئة والبقية لصغار المساهمين .

ورغم أهمية الحجم في سوق الاتصالات اليوم، خاصة مع تطوير الخدمات إلى ما هو أكثر من الاتصال الصوتي إلى خدمات المعلومات وغيرها، إلا أنه في الصفقة الحالية ستجد فيمبلكوم نفسها أمام التزامات مالية كبيرة تحد كثيراً من ميزات الاندماج . ذلك على الرغم من أن الاندماج ذاته كفيل بزيادة رأس المال عبر رفع قيمة الأسهم في السوق، إلا أن هذا تطور آنٍ يتلاشى بسرعة لتجد المجموعة الجديدة نفسها أمام حزمة من الديون الكبيرة .

أما الجزء الذي يشكل أزمة حقيقية في الصفقة فهو مشغل أوراسكوم في الجزائر شركة جيزي . وتلك قضية على جدول مباحثات الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في زيارته الرسمية للجزائر، رغم أن الرئيس التنفيذي لفيمبلكوم الكسندر ايزوسيموف حاول التقليل من أهمية مشكلات جيزي في صفقة الاندماج متجاهلاً عمداً أن جيزي وحدها تشكل نصف إجمالي عائدات أوراسكوم .

وأعربت أوراسكوم مطلع العام عن رغبتها بيع جيزي، وأبدت إم تي إن الجنوب إفريقية رغبتها . لكن الحكومة الجزائرية لجأت إلى حق الشفعة وأوضحت أنها لن تقر صفقة بيع جيزي ل إم تي إن لو اتفقت معها أوراسكوم . وبدأت السلطات الجزائرية بالفعل عملية تقييم لجيزي مع توقع أن تجبر أوراسكوم على بيعها في غضون الأشهر المقبلة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"