إمارات الإنسانية

03:42 صباحا
قراءة دقيقتين

جزء أساسي من مكانة أي دولة إقليمياً وعالمياً هو مواقفها في مواجهة الأخطار التي تتعرض لها الإنسانية بدون مصلحة مباشرة أو منافع سياسية. وتلك ميزة تتحلى بها دولة الإمارات دون مفاخرة أو مبالغة، وإنما انطلاقاً من مبدأ أرساه مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وتسير عليه قيادتها وتورثه للأجيال القادة، ضرباً بالمثل والفعل وليس تنظيراً بالقول.

من هنا جاء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن استعداد دولة الإمارات لتقديم الدعم لجمهورية الصين في مواجهة خطر فيروس كورونا الجديد الذي أودى بحياة العشرات وأصاب الآلاف حتى الآن.

وغير الدعم الحكومي الرسمي، بدأت مؤسسات غير حكومية وجمعيات أهلية حشد الدعم لإرساله للصين. تلك هي إمارات الإنسانية التي لا يتسع المجال لحصر مبادراتها في التصدي لأي خطر يواجهه البشر في أي مكان.

مبادرة «الميل الأخير» للقضاء على مرض شلل الأطفال التي تقودها الإمارات، حققت إنجازاً هائلاً يكاد يصل بنسبة المرض بين البشر إلى الصفر قريباً. وقبلها مبادرات مكافحة الأمراض المهدية الأخرى كالدرن الرئوي وغيرها في الأماكن التي تنتشر فيها.

ولآسيا وإفريقيا النصيب الأكبر من تلك المبادرات الإنسانية الإماراتية التي قد لا تحظى بتغطية إعلامية واسعة، لكن من يستفيدون منها يقدرون أهميتها. وتلك الأعمال الإنسانية ليس القصد منها التباهي بفعل الخير، فمن يفعل ذلك من أجل وجه الله والبشر يحرص على أن تخفي يمينه إنفاقها عن شماله.

ولا يقتصر الأمر على المبادرات الرسمية للقيادات الإماراتية، بل إن مبادرات الجمعيات الأهلية منتشرة في أنحاء الأرض، كمبادرة «سقيا» مثلاً لتوفير مياه الشرب النقية في الدول التي بحاجة إليها. وتلك أيضاً وسيلة فعالة للوقاية من الأمراض المعوية والمعدية الأخرى.

يحتاج العالم إلى حشد قدراته العلمية والطبية، ليست الرسمية فحسب، بل والأهلية وغير الحكومية كذلك لمواجهة خطر الفيروس الجديد من الصين. ودولة الإمارات سباقة في هذا المجال ودوماً تضرب المثل عملياً. وفي ذلك اهتمام بالإنسان الذي به تقوم كل الأهداف الأخرى من أمن وسلم وتنمية مستدامة.

كما يعني ذلك إيماناً بقدرة الإنسان على مواجهة مخاطر الطبيعة، بما فيها الأمراض والأوبئة، مستخدماً العلم والإرادة السياسية المصبوغة بالإنسانية والرحمة.

لطالما واجهت البشرية مخاطر أكبر وتمكن العلم والإنجاز البشري من تجاوزها بابتكار الحلول لها. والآن نجد الإمارات في الصفوف الأولى لحمل لواء الابتكار والتقدم في إطار من التسامح والإنسانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"