في منزله بالقدس

04:51 صباحا
قراءة دقيقتين

لماذا هذا الحرص على إظهار هذه الحميمية المفرطة أحياناً في اللقاءات التي تعقد من فترة الى أخرى بين فريق السلطة المفاوضة بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والفريق الصهيوني بقيادة ايهود أولمرت، على الرغم من أن الدماء، دماء الشهداء الفلسطينيين، لم تكن قد جفت بعد؟

وتزداد الحميمية بروزاً واستفزازاً في آن عندما يذهب عباس ومن معه الى أولمرت، هذا الجزار بكل ما للكلمة من معنى، في منزله في القدس الغربية المحتلة، ويضع أولمرت يده على كتف عباس وهما يروّحان عن نفسيهما في حديقة المنزل، وعندما يصافح عباس وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، أو يصافح أولمرت كلا من أحمد قريع وصائب عريقات، وخصوصاً قريع .

اللقاء لم ينتج عنه شيء سوى ثلاثة أمور ظاهرة للعيان على الأقل، ودائما لا شيء غيرها، هي:

الأول، مزيد من التراجع للمفاوض الفلسطيني الذي يعلق المفاوضات بعد مجزرة أو محرقة ثم يعيدها كأن شيئاً لم يكن، ويبقى كل شيء يسير وفق البرمجة الصهيونية، وهي القتل والاعتقال والاستيطان .

الثاني، حصول مرتكب العدوان من خلال اللقاء والمصافحات والصور على براءة مما سبق، في انتظار مجازر جديدة واستيطان جديد وعفو جديد، خصوصاً أن اللقاءات تعقد وفق شروط الاحتلال، وتحت سقف اللاءات والشروط الصهيونية، أو الخطوط الحمر كما تسميها ليفني بطلة المفاوضات السرية مع قريع.

الثالث، إرضاء الطرف الأمريكي الذي يوحي من بعيد، أو وفق إملاءات كوندوليزا رايس التي صارت تتردد كثيراً على المنطقة لغايات وغايات، بضرورة استمرار التواصل المبرمج والذي يظهر لمن يرى ويسمع أن الأمور على ما يرام، وأن بعض الخلافات لا تفسد في الود قضية، على ما يقول العرب.

والنتيجة؟

ليس غير ما يعاينه الجميع على أرض الواقع في فلسطين وفي دنيا العرب. وإن لم تبدل السلطة أداءها وأسلوبها واستراتيجيتها، ستبقى لا تأخذ من لقاء المفاوضات غير الصور، فيما يستشرس العدو أكثر، ويرفع منسوب الاستباحة، ويطلق لاءات جديدة تتعدى القدس واللاجئين والحدود حسب تعداد ليفني الأخير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"