روح ليفربول

01:40 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** لم أشاهد نادياً يلعب ب«روح الفريق» مثلما يلعب ليفربول الإنجليزي، ربما كان برشلونة الإسباني في ولاية جوارديولا قريباً من هذه الحالة (2008 -2012)، بفضل إبداع «التيكي تاكا» في السيطرة والاحتفاظ بالكرة، لكن ليفربول تفوق كثيراً عليه في السرعة والفاعلية العالية للفريق ككل في منظومتي الدفاع والهجوم، ووصل إلى حالة من النضج و«الاستواء الكروي» إن جاز التعبير في الموسم الحالي، الذي يتوقع أن يحطم في نهايته جملة من الأرقام القياسية على صعيد الدوري الإنجليزي.
** عندما تقول كلمة «روح» وتستحضر ما يقدمه ليفربول تتداعى في الحال معاني الحماس والجرأة والإقدام والمثابرة والكفاح والبسالة في كل الواجبات، وعندما تضيف إليها «الفريق» تكتمل الصورة المثالية لهذا الوصف الذي لم نعرف حقيقة معناه إلا معه، حيث تتداعى به مكتملاً معاني الأسرة الواحدة والتنظيم الجماعي والانتماء والولاء، والتضحية والإيثار من كل فرد لمصلحة الفريق، وعلامات ودلالات ذلك واضحة للعيان طوال الوقت، وأمام أي فريق يلعب معه سواء في البطولة المحلية التي لم يتذوق فيها طعم الخسارة، بعد انقضاء 23 أسبوعاً، والتي يتقدم فيها على أقرب منافسيه (ليستر سيتي) بفارق 16 نقطة، أو في بطولة أبطال أوروبا التي حقق لقبها بجدارة الموسم الماضي، وتأهل لأدوارها الإقصائية حالياً.
** «روح الفريق» بهذه الصورة المثالية هدف وأمل وحلم أي فريق يلعب كرة القدم، و لعل مباراة الفريق مع مانشستر يونايتد، أمس الأول، كانت مثالاً حياً على كل المعاني والصفات التي ذكرتها، فإذا كان المبدع فان دايك والفرعون محمد صلاح تكفلا بتسجيل هدفي الفوز، ففي حقيقة الأمر أنت لا تعلم تحديداً من سيسجل ومتى في كل مباراة يلعبها الفريق، لأن الفرص تتوالى وتسنح للجميع والكل يسجل، وليس المهاجمون وحدهم.
وبالفوز على «الشياطين الحمر» اكتملت أسطورة «الريدز» هذا الموسم كفريق تفوق على كل منافسيه من دون استثناء، حيث كان اليونايتد الوحيد الذي استعصى عليه، عندما تعثر أمامه بالتعادل في الدور الأول، والفارق الذي أصبح 30 نقطة بالتمام والكمال بينهما، يبين إلى أي مدى تفوق ليفربول ليكون أسطورة.
** بقى أن ننسب الفضل لصاحبه، وأن نسجل أن النجومية والبطولة في هذا الإنجاز الفذ للفريق ترتبط ببصمة المدرب الرائع والخلوق «الألماني يورجن كلوب» الذي جعل عمله يتحدث عنه، فهكذا وهكذا فقط، تكون بصمة المدربين في صناعة «روح الفريق».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"