عادي

عندما اختفت أجاثا كريستي لمدة 11 يوماً

19:51 مساء
قراءة دقيقتين
أجاثا كريستي

الشارقة: جاكاتي الشيخ
في مساء اليوم الرابع من شهر ديسمبر سنة 1926م، قبَّلت الكاتبة البريطانية الشهيرة أجاثا كريستي بناتها قُبيل خلودهن إلى النوم، وهرعت إلى مغادرة منزلها، الذي كانت تعيش فيه مع زوجها العقيد أرشيبالد كريستي، ودون أن تحمل سوى حقيبة خفيفة، حيث استقلت سيارتها المكشوفة المُحببة إلى قلبها، واختفت عن كل الأنظار تماماً، لتشكل تلك الحادثة سيناريو غامضاً شبيهاً بالحبكات الدرامية التي توردها هذه الكاتبة في جلّ روياتها.

كانت أجاثا كريستي حينها في السادسة والثلاثين من عمرها، وقد صارت روائية كبيرة يشار إليها بالبنان، ومرت بضغط كبير لمواصلة إنتاج كتبها، ولكن وفاة والدتها في ذلك العام، أدى إلى دخولها في حلقة توصف في الوقت الحالي بالاكتئاب، حيث مرت بحالة من البكاء والنسيان والأرق وعدم القدرة على عيش حياة طبيعية، حتى أصبحت حالتها النفسية سيئة وربما تفكر في الانتحار، ولم تكد تخرج من صدمة وفاة والدتها حتى واجهتها صدمة أخرى، تمثلت في خيانة زوجها لها مع امرأة أصغر منها سناً، لتسوء حالتها وتدخل في شرود دائم، فصارت تعاني أعراض فقدان الذاكرة، وفقدان الإحساس بالذات، وأنها أكثر عرضة للقيام بأمور عشوائية، فكان خبر اختفائها جديراً بأن يتصدر العناوين الرئيسية للصحف المهمة في جميع أنحاء العالم، وعلى رأسها جريدة «التايمز» البريطانية.

وقد بدأت الشرطة عملية البحث بمساعدة بعض المتطوعين، وبعد فترة وجيزة عثر على سيارتها مهجورة، على حافة حفرة من الحجر الكلسي الطباشيري بالقرب من مدينة غيلدفورد، وكانت العجلات الأمامية للسيارة تتدلى من الحافة، ما زاد القلق عليها، وأدى إلى تكثيف عملية التحري والبحث بمشاركة ما بين 10 و15 ألف شخص، وبمساعدة ستة كلاب بوليسية مُدربة، وصناديق مُحملة بكلاب تنتمي إلى فصيلة «إيرديل»، إلى جانب عدد من كلاب الصيد والكلاب الألزاسية، حتى إنهم استعانوا بخدمات الكلاب المُهجنة العادية، لدرجة أن الشرطة أحضرت أحد كلاب أجاثا لمعرفة ما إن كان سيتمكن من تتبع رائحة صاحبته، ولكن كل ما فعله كلبها هو أن انتحب بشكل يدعو إلى الشفقة.

لتلجأ الشرطة بعد ذلك إلى مخطوطات أجاثا التي كتبتها بنفسها، للتدقيق في ما ظنوا أنه عملها غير المُنجز «القطار الأزرق»، ولكن بدون فائدة، ليتغلب اليأس على الجميع في التحقيقات، حتى وصل بهم الأمر إلى درجة الاستعانة بمُحضري الأرواح لإجراء جلسات تحضير أرواح عند الحفرة التي كانت عندها سيارتها.

وفي 15 من ديسمبر عُثِر عليها في فندق هاروغيت، بعد 11 يوماً من اختفائها، وكانت قد حجزت فيه تحت اسم السيدة «تيريزا نيلي» وهو اسم عشيقة زوجها، الذي أبلغ الصحافة بأن أجاثا كريستي خلال تلك الفترة لم تكن تعرف من تكون، فقد عانت أشد حالات فقدان الذاكرة غرابة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/25fb9u9h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"