متفائلون.. ولكن

03:47 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** نتفاءل دائماً بالتغيير من مرحلة إلى أخرى، ومن إدارة إلى أخرى، فهذا هو الطبيعي والمنطقي دائماً وأبداً، وإلا سنفقد أهم سمة في إنسانيتنا وأغلى قيمة في حياتنا، فمن دون التفاؤل بغد أفضل سيفتر حماسنا للعمل، وسنفقد رغبتنا في تحقيق كل ما نتمناه، سواء في الرياضة أو غيرها، لكن تجاربنا الماضية أكدت بما فيه الكفاية أن التفاؤل وحده لا يكفي، خصوصاً إذا كانت بطارية الطاقة الإيجابية مؤقتة بزمن أومرهونة بحالة أياً كانت.
** «التفاؤل» شعار جميل ومطلوب للمرحلة الجديدة في كرة الإمارات، ويستمد الشعار مقوماته ومعانيه هذه المرة، من معطيات مغايرة، أراها أكثر وعداً وتبشيراً، أهمها وأبرزها السمات الشخصية التي ترتبط بسمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي كرئيس شاب يتمتع بالحماس والدراية بهموم وشجون اللعبة، إضافة إلى التجارب والخبرات الناجحة في التنظيم والإدارة التي شهد بها القاصي والداني من خلال ما تحقق على صعيد البنية التحتية في عجمان كرئيس لدائرة البلدية والتخطيط في الإمارة، أضف إلى ذلك معطيات الظرف الحرج الذي تمر به كرة الإمارات حالياً، وأزمة الثقة التي يمر بها المنتخب، وترتيبه المتأخر ضمن مجموعته، وهو في منتصف طريق التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022، وآسيا 2023.
** كان سمو الشيخ راشد بن حميد مُدركاً لكل ضرورات المرحلة في تصريحاته بعد الاجتماع الأول للإدارة المؤقتة، عندما رصد الطموحات الكبيرة لكرة الإمارات، ووعد بالوصول إلى العالمية، وعندما أكد العمل بروح الفريق لبلوغ أعلى درجات النجاح، وثقته الكبيرة بأعضاء اللجنة المؤقتة والمنتخبات واللاعبين، وقد كان التفاؤل حاضراً كقاسم مشترك في كل هذه المعاني، كما كان الوعد قائماً على خطة لمدى قريب وآخر بعيد، وبتوجيه سريع بإنهاء التعاقد مع المدرب الجديد ل«الأبيض» خلال أسبوع، ما يعني أن دولاب العمل لم يتعطل بسبب التغيير، وستواصل الدوران بسرعة.
** أخيراً وليس آخراً، مع دعواتنا بالتوفيق، والوعد بتوفير كل ما تقتضيه المرحلة من تعاون ودعم إعلامي، أنصح بمراجعة الدروس والتجارب التي مررنا بها في ماضينا؛ لأن التاريخ أفضل معلم من ناحية، ولأن التاريخ «بمآسيه» كرر نفسه معنا كثيراً دون أن نستوعب دروسه جيداً، وليكن في خاطرنا أن العلة لم تكن في الإمكانات والقدرات أو الخطط والبرامج، وإنما كانت ومازالت في العناصر والكوادر، بحيث يتم توظيفها واستثمارها لتقديم أفضل المخرجات. وفي تقديري، إن هذا لن يتم إلا بتفعيل مثلث «المتابعة والرقابة والمحاسبة» طول الوقت.. والله ولي التوفيق.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"