نهاية حزينة

03:35 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** لم يتوقع أكثر المتشائمين أن يصادف «الأولمبي» هذه الخسارة الثقيلة، سواء بالمقارنة بما قدمه في دور المجموعات، أو حتى بما ظهر عليه في بداية المباراة، حيث أضاع مهاجموه 3 فرص على التوالي في أقل من دقيقتين، لكن، وبكل صراحة، كانت الخماسية الأوزبكية واقعية، ومبررة بكل الأسباب الميدانية، خصوصاً في الشوط الثاني، والمؤسف أن الأسباب تخصنا قبل أن تخص المنافس، فالعيوب كانت بالجملة.. في التحركات والتغطية بالكرة، ومن دون كرة، أضف إلى ذلك البطء القاتل في التحول من الهجوم إلى الدفاع، والعكس، وسوء الاستلام والتمرير، و«التشتيت» أيضاً. والحقيقة التي تعبر عنها النتيجة والتي تقتضي التدبر والمراجعة من جانبنا هي «إن مستوى كهذا لا يؤهل لتحقيق طموح أولمبي بالمرة».
** النهاية حزينة، والحلم الأولمبي الكبير انتهى بكابوس أكبر، إذ لم نصل إلى عتبة إمكانية تحقيقه ببلوغ دور الأربعة، ولنا أن نفعل ما نبرع فيه في مثل هذه الأوقات من جَلد للذات، وتأنيب ضمير، وأسف، وندم، وتبادل للاتهامات، فكل ما سيقال سيكون له مكان من الصحة، طالما خرج المنتخب بهذه الصورة المخيبة للآمال.
** لنعترف بأننا بالغنا في كل شيء، في الطموح من أساسه.. وفي مستوانا بالمقارنة بالمنافسين.. وفي تقييمنا للعروض والنتائج.. وفي ثقتنا بالجهاز الفني ومحصلته الفنية مع اللاعبين. وصورة سكورزا وهو واضع يده على خده تارة، وهو مكتوف الأيدي تارة أخرى، جسدت قلة الحيلة، وهوان الحال.
** إذا قال قائل إن المنتخب رسب في أول اختبار حقيقي أمام أوزبكستان، لن تملك أن ترد عليه بمنطق مقبول، فالانتصارات الماضية كانت على حساب لبنان، والمالديف في الدور الأول، وعلى كوريا الشمالية في الدور الثاني، بينما كان التعادل حاضراً أمام السعودية، وفيتنام، والأردن، ما يعني أن التفوق لم يكن حاضراً على أقرب الأنداد، حتى يتم الرهان بقوة على بلوغ الأدوار النهائية لكأس آسيا.
** لا أريد أن أظلم لاعبي هذا الجيل، فهم أدوا ما عليهم في حدود إمكاناتهم، لكن دعونا قبل أن نطوي صفحة تلك النهائيات، نتذكر كيف كان حال المنتخب الذي بلغنا به أولمبياد لندن 2012، فلاعبو ذاك الجيل هم الذين رفعوا سقف الطموح عندنا جميعاً، لا نحن، والفرق جد كبير بين هذا وذاك، والبرهان بين أيدينا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"