معارض الكتب في الشارقة

14:15 مساء
قراءة 3 دقائق


يوم السبت الماضي أنهى معرض الشارقة للكتاب فعالياته، وكان المعرض غاصاً بالرواد من الإماراتيين والمقيمين ومن البلدان المجاورة الخليجية، كعُمان، التي رأيت منها خلقاً كثيراً في زياراتي للمعرض الحالي أكثر من مرة، فالرجل العُماني يتميز في ملابسه عن أهل الخليج الآخرين بال (التسفيرة) العمانية أو العمامة، وبالطاقية أو القحفية المسقطية المشهورة التي كانت المرأة العمانية تخيطها وتعدها لزوجها ولأهلها في الماضي، أما الآن فأصبحت هذه القحافي تصنع بأيد صينية مستوردة . . وعلى ذكر القحفية العُمانية، فإن العُماني لا يتميز بهذا اللباس وحده من قحفية وعمامة، ولكن العماني يتميز بأدبه الجم وبسلوكياته الأخلاقية العالية في بلده وخارج بلده، ويعطي الغرباء صورة جميلة للخليجي المتحضر .
ونعود لمعرض الكتاب في الشارقة، هذه المدينة التي أخذت قصب السبق في إقامة معارض الكتاب منذ واحد وثلاثين عاماً، وأصبح المعرض الآن عنواناً ثقافياً راقياً للإمارات، يشار إليه بالبنان من كل من يقّدر الكتاب ويعشقه، ليس في المنطقة العربية، بل في منطقة الشرق الأوسط . . ومن هنا فإن من الحَسَنِ أن تظل الشارقة بهذا التميز الثقافي، وعلى الجميع دعم هذا التميز ذي البُعد الحضاري، وتظل مدن الإمارات كل منها بعلائمها ومعالمها التي تميز الواحدة، منها عن الأخرى وبالتالي تشكل هذه الدولة ظاهرة خاصة غير مكررة .
وقد سرني أن أرى دور نشر وطنية تتألق وتزداد في العدد، ما يعطي الانطباع أن الإمارات لم تعد ظاهرة عمرانية مادية، بل أصبحت تمشي في خط متواز مع الظاهرة الثقافية والفكرية، ومما يعني أيضاً أن الكتاب بات حاجة حيوية لا غنى عنها، وأن الكتاب لابد أن يلازم أي فرد منا في مسيرة حياته إذا أردنا أن نشق طريقاً نحو العلا .
وهناك ظاهرة لابد من العمل على تفاديها في الإعداد للمعارض المقبلة . وهذه الظاهرة هي غلاء أسعار الكتب بشكل لا أعتقد أنه عادي وخاصة من دور النشر والمكتبات الآتية من الخارج، مما لا يسهل على مقتني الكتاب من ذوي الدخول المحدودة، وقد بلغت أسعار بعض الكتب التي تربو على مجلدات عدة، ما يقارب خمسة آلاف درهم، وهذا مبلغ لا يقدر عليه الكثيرون .
وفيما يتعلق بتنظيم المعرض الذي تتولاه دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، يلاحظ أن الذي يريد شراء الكتب عليه أن يحمل في جيبه رزمة من الأوراق النقدية، لأن مكتبات بيع الكتب لا تقبل البطاقة الائتمانية ولا الشيكات . . وإن كان رفض الشيك له ما يبرره، فإنه لا مبرر لعدم قبول البطاقة الائتمانية، التي أصبحت موضع التداول العمومي بين الناس في كل مكان .
ومما يجدر بالذكر والإشارة إليه أن بعض دور النشر المعروفة بمواقفها الراديكالية المتشددة وتبنيها للآراء السياسية الشاذة، عرضت على مصطباتها كتباً ودراسات فيها من التهجم والشطط الكلامي والارتباك الذهني الشيء الكثير، على بعض دول الخليج خير دليل وبرهان، على أن ما تعتقده هذه الدور ومن تتبناهم من الكتاب المرتبكين أن في الإمارات حجراً على الرأي، غير صحيح جملة وتفصيلاً، وعندي على ذلك دليل حيث إني اشتريت كتابين من هذه الدار لكاتب إماراتي مرتبك الرأي يقول من اللغو كلاماً يخرج به عن الرزانة في حق بلده وقادته .

عبدالغفار حسين
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"