الشارقة.. روح الفن الشعبي

02:28 صباحا
قراءة دقيقتين
الفن الشعبي ‏جزء أصيل من ميراث الشعوب يعبر عن تاريخ الحضارة، وعلى امتداد الزمان والمكان والفن الشعبي ‏يحتفظ بمكانته ولا يزال دوره في الحياة يرتفع ويرتقي بالذائقة الفنية والإنسانية، واليوم يتجدد الأمل ويولد على أرض الجمال والفن الشارقة التي لطالما رسمت خيطاً شفيفاً بلون قوس قزح مبسوطاً في الأفق، وعبر هذا التاريخ الطويل كانت ولا تزال الشارقة واحة الفنون وملتقى الثقافات، وما يقوم به معهد الشارقة للتراث مثل الملتقيات الثقافية الشهرية للدول لاستعراض تراثها وتاريخها وكذلك النشاط السنوي المميز «أيام الشارقة التراثية» وغيرها من الأنشطة الداخلية والخارجية، لهو خير دليل على اهتمام إمارة الشارقة بالتراث والحفاظ عليه وعلى مفرداته، حتى لا يطمسها سيل التطور الذي يتحول بشكل متسارع إلى التكنولوجيا، فهي تتعاطى مع هذا التطور بإيجابية ووعي عال وهو ما جعلها تحظى باحترام عالمي كبير وتحوز العديد من الألقاب وآخرها اختيارها عاصمة عالمية للكتاب للعام ٢٠١٩، وما من شك في أن احتضان إمارة الشارقة للمكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للفن الشعبي «IOV
» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ‏يجسد مكانتها على الساحة العربية والعالمية في مجال الفنون الشعبية بصورة ‏واسعة حيث إن إنشاء وتجهيز مبنى جديد لهذا المكتب الذي سيتولى إدارة فروع المنظمة في واحد وعشرين بلداً منها ثمانية عشر بلداً عربياً، بالتعاون مع مكتب رئاسة المنظمة في مملكة البحرين يعبر عن التفاعل الحقيقي للشارقة مع أوجه الفن الشعبي.
وما من شك في أن اختيار إمارة الشارقة لاستضافة المكتب الإقليمي خلال اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة في الثامن من مارس/ آذار الماضي في العاصمة البحرينية المنامة ‏‏يعد اعترافاً حقيقيا بدورها التنويري كونها تلعب دوراً مهماً في تفعيل حركة التجديد في الفنون والآداب والارتقاء ‏بمختلف الثقافات، وفي نفس الوقت يعد أيضاً تقديراً لمكانتها الرائدة، ‏إذ لم يتوان صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في إحداث طفرة في الحياة الإبداعية في عاصمة الثقافة والفكر شارقة الحلم، حتى غدت هذه الإمارة البازغة علامة فارقة في السجل التاريخي الزاهر للفنون والآداب، وهو ما يعبر عن حجم الدعم الذي يقدمه سموه للحياة الفنية والثقافية والإبداعية في محيطنا وفِي كل الأقطار برؤى مضمخة بعطر المستقبل.
ولا تزال الشارقة بشموخها الحضاري همزة وصل بين الفن الشعبي والجمهور كونه روح الشعوب والمعبر الأصيل عن التجارب الإنسانية المتسقة مع ذاتها، في إطار يسكن الروح ويحاور العقل ويشبع الوجدان ويبعث هذه الروح المتوثبة في الفن ويشرق من جديد في الشارقة.
على امتداد تاريخ الفن الشعبي كانت الشارقة تتوهج به وتتألق وأفردت له الفعاليات الكبرى وأحدثت حركة فنية في مضماره واحتفت به عبر سنوات طويلة، واليوم تنبض الإمارة بقبس جديد وتستعد للتفاعل بصورة أكبر من أجل اتساع رقعته وتجديد آلياته.
إنني أرى أن التاريخ مثلما سيشهد بفخر واعتزاز لهذه الإمارة مثلما سيتعب وهو يسجل بأحرف من نور إنجازاتها المتلاحقة ضمن مشروعها الثقافي الحضاري الإنساني.


محمد عبدالله البريكي
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"