دائرة الثقافة والإصدارات الأدبية

01:09 صباحا
قراءة 3 دقائق
لا غنى عن الإصدارات الأدبية في الحياة الثقافية، فهي التي تجدد إيقاع الأيام وترفد المكتبة العربية بالإبداعات الجديدة. وكثيرة هي المؤسسات الثقافية في الإمارات التي تعتني بإصدارات الأدباء، وتفسح لها المجال كون أن هذه الإصدارات تحمل قراءة جديدة للمشهد الأدبي، وتبرز حيوية الشعر والقصة والرواية والنقد والكتابات السينمائية وأنماط الأدب كافة، فالكتاب يمثل دائماً رحيق الثقافة، ويدفع عجلة الإبداع إلى الأمام، كونه يحدث انتعاشاً للقراء، ويحفز الأدباء في الوقت نفسه على مواصلة تكريم الكلمة بالشكل اللائق، وعبر سنوات طويلة احتفت دائرة الثقافة في الشارقة بالعديد من الأدباء الإماراتيين والعرب بوجه عام، من خلال تخير أفضل الكتّاب من أجل نشر إبداعاتهم وتقديرهم في الوقت نفسه على جل جهودهم في المجالات التي أثروا بها الساحة الثقافية.
ولا شك في أن أهم ما يسعد الأديب ويجعله في حالة نفسية أدبية ممتازة، هو أنه يجد التكريم من الجهات الرسمية على نتاجه الأدبي، ودائرة الثقافة فتحت الباب لهؤلاء المبدعين وشغّلت مطابعها وأخرجت مطبوعات قيمة للذائقة الإنسانية وللمكتبة العربية والعالمية، لكن الأمر لا يتوقف عند طباعة الكتاب، فقد اعتدنا في السنوات الماضية أن يكرم عبدالله العويس رئيس الدائرة الأدباء كل عام في حفل مهيب يجتمعون فيه، ومن ثم يحظون بالتكريم المناسب تقديراً لهم ولمطبوعاتهم التي رأت النور في جنبات الشارقة، وفي هذا العام كرم أيضاً محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية 28 مبدعاً ومبدعة على إصداراتهم القيمة في قصر الثقافة بالشارقة، وهذه التكريمات للأدباء الإماراتيين والعرب تحدث بشكل دائم في إمارة الشارقة، التي أثمرت شجرتها الأدبية وأينعت كتباً تحمل طابع الأدب الشفيف، وتمثل روح العصر، وفي ظل هذه الحركة الدائمة يملأ الشغف الكثير من المبدعين في أن تكون لهم مطبوعات صادرة عن دائرة الثقافة، هذه المؤسسة التي تحظى بدعم كبير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي عبر بأدبنا العربي إلى الآفاق، وجعل الأدباء يعيشون في أعياد متصلة بفضل هذه الرعاية الكريمة التي تحمل في طياتها التقدير الكامل للإبداعات العربية في الوقت الراهن، وهذه السنّة الحسنة التي سنّتها الشارقة، لها الفضل في تحريك الساحة الأدبية العربية بشكل دائم، فلا يمكن أن تزدهر الآداب وتتطور من دون نشر الكتب الجديدة في عالم الأدب.
إن الوجوه الأدبية التي تكرم من قبل الدائرة سنوياً تحمل قيمتها الإبداعية، وتستحق أن يكون لها مكان على الخريطة الأدبية، وأن تنشر لها إبداعاتها، فنحن نعيش مرحلة مهمة تنطلق فيها الثقافة العربية من أرض عربية تمتلك مقومات محفزة على إصدار كتب تهم كل قارئ وباحث، وتجعل للشعر ديمومته وحركته في هذا العالم، ولعل هذه التجربة المتفردة في سياقها والتي لا تكتفي بالنشر وحده، ولا بمكافأة المبدعين على نحو ما، بل إنها تصل إلى التكريم الحقيقي في الحفلات التي تقام في هذا الشأن، والحق يقال إن دائرة الثقافة عملت منذ إنشائها على إحداث نقلة في الحياة الأدبية بشكل عملي، واليوم نعيش مع هذا الحلم الذي أصبح حقيقة على أرض الواقع بفضل العقول المحبة والمدركة لقيمة الثقافة، ولا يمكن أن ينسى التاريخ ما أرساه صاحب السمو حاكم الشارقة في صفحة الأدب من قيم راسخة، واحتفاء يعجز اللسان عن وصفه بالأدب والأدباء، وهو شيء يذهل العقول ويحيرها، لكن حسبنا أن التجربة تثبت نجاحها يوماً بعد آخر، وأن مواصلة هذا المشروع الكبير أمر لا مناص منه، خصوصاً أنه يلقى كل الترحاب من جميع الأدباء في كل مكان، ويساعد على تجدد الثقافة العربية، ويملأ النفس بالأمل في أن الأدب العربي يتجدد من تلقاء نفسه، ويتسع لإبداعات المبدعين عاماً بعد آخر.

محمد عبدالله البريكي
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"