لا شيء أثمن، من أن يرفع العلم عالياً، ويشخص الجميع بأبصارهم نحوه، يلتف حوله أبناء وشعب الإمارات وقيادته، في لحظة تاريخية، يتغنون ويحتفون بألوانه الناصعة، لتجديد العزم، ومضاعفة الجهود والعمل، لتبقى الإمارات منارة، تضيء دفئاً ونوراً وتقدماً وحضارة، بعطاء من لا يعرف المستحيل، تقرن الأقوال بالأفعال، واستدامة العمل والإنجاز، بما يتحقق على أرضها، من منجزات وطنية وإنسانية، وهي فرصة ومناسبة تأتي لتعزيز مفاهيم المواطنة الإيجابية، ولتمكين الحس الوطني، مناسبة تتخذ قيمة مضاعفة، كونها تتزامن، مع ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، مقاليد الحكم في الدولة.
كان المشهد رائعاً في قمة الديربي، بين الجزيرة والعين في استاد هزاع بن زايد، فما فعلته الجماهير العريضة وتفاعلت معه، لرفع أكبر علم للدولة، فوق رؤوسها، وحمله على أكتافها، وترديد اللاعبين والحضور، للنشيد الوطني، تأكيد بأن علمنا، رمز وجودنا ووحدتنا وهويتنا، وتعكس قيم الولاء واحترام الوطن والافتخار به، وأثبت بما لا يدع للشك، أن قيمة دورينا وأهميته، تكمن في الأجواء، والتفاعل الجماهيري، والذي يعيب أغلب المباريات، انكماش أعدادهم، إلا في بعض المباريات الكبيرة، وانعكاس ذلك، على مستوى أداء وعطاء الفرق.
تفاءل الجميع خيراً، مع بداية استعدادات الفرق للمسابقات، وانطلاقة الموسم الحالي، إلا أن حضور الجمهور العام، لا يزال يسجل أرقاماً مخجلة، لا تليق بقيمة المنافسات، وأعداد النجوم المرموقة، ولا تتناسب مع الإثارة الحاضرة، في بعض المباريات، ولا شك أن نتائج بعض الفرق الكبرى، كانت دون المستوى، ودون طموح جماهيرها، مما قلل من الحضور، وهذا وضع طبيعي، صرخات وآهات، تخرج من هنا وهناك، ممن يكابدون الحضور، بدءاً من مواقف ركن السيارات، إلى طريقة تعامل أفراد الأمن، وتكثيف العمل، لتوفير الدعم اللوجستي، للمأكولات والمشروبات بأسعارها المعتادة، بالرغم من الدور الذي تبذله رابطة دوري المحترفين، من خلال الجوائز، التي تقدمها خلال المباريات، لتشجيع الجمهور، على التواجد، إلا إن محصلة الحضور، لا تزال ضعيفة.
الأمر يتطلب تضافر جهود رابطة المحترفين، للترويج بين طلبة المدارس والجامعات، ولكن أساس العمل، يأتي من الأندية، والمطالبة بتشجيع جماهيرها، على التواجد في المدرجات، لأنهم الوقود، الذي يثير حماس اللاعبين، ويجعلهم يبذلون أقصى جهد، بما يعود بالفائدة، على تطور المسابقة، والمنتخبات الوطنية.
