بدت بنغلاديش هادئة، أمس الاثنين، وسط حظر التجول بعد يوم من إلغاء المحكمة العليا نظاماً للحصص في الوظائف الحكومية كان قد أثار احتجاجات طلابية، أسفرت عن مقتل العشرات هذا الشهر.
وقال مسؤولون إنه لم ترد أنباء عن وقوع أعمال عنف أو احتجاجات في أنحاء البلاد، أمس الاثنين.
وشوهدت دبابات تابعة للجيش متمركزة في عدة أماكن في شوارع داكا عاصمة البلاد، بينما وجهت دوريات أمنية مسلحة العدد الضئيل من سائقي المركبات الذين غامروا بالخروج إلى الشارع.
وأعلنت حركة طلابية تقود التظاهرات في بنغلاديش، أمس الاثنين، تعليق الاحتجاجات لمدة 48 ساعة؛ إذ أكد قائدها بأنها لا تسعى إلى الإصلاح «على حساب هذا الكم الكبير من الدماء». وقال زعيم حركة «طلاب ضد التمييز» التي تنظّم الاحتجاجات لوكالة فرانس برس من المستشفى: «سنعلّق الاحتجاجات لمدة 48 ساعة.. نطالب خلال هذه الفترة الحكومة برفع حظر التجوّل وإعادة خدمة الإنترنت ووقف استهداف الطلبة المحتجين». وكان إسلام نقل إلى المستشفى بعدما تعرّض للضرب من قبل أشخاص لم تُكشف هوياتهم قال إنهم عناصر شرطة بلباس مدني ليل/الأحد.
وأمهل المحتجون في وقت متأخر الأحد، الحكومة 48 ساعة لتلبية مجموعة من المطالب الجديدة، بما في ذلك إصدار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة اعتذاراً رسمياً عن العنف، وإعادة خدمات الإنترنت التي تعطلت خلال الاضطرابات.
لكن على ما يبدو أن أغلب السكان أذعنوا أمس الاثنين، لحظر تجول في مدن شهدت احتجاجات منتظمة بعد أن أعادت المحكمة العليا الشهر الماضي نظام الحصص في الوظائف الحكومية الذي ألغته حكومة رئيسة الوزراء في عام 2018. ويُخصص كثير من الوظائف الحكومية لعائلات المقاتلين من أجل الحرية ولمجموعات أخرى. وأفادت معلومات واردة من مستشفيات أن ما لا يقل عن 147 شخصاً لاقوا حتفهم في أعمال العنف. وذكر إخطار حكومي تمديد إجازة رسمية كانت قد أُعلنت على مدى اليومين الماضيين حتى اليوم الثلاثاء.
وأفاد الناطق باسم شرطة العاصمة دكا فاروق حسين بتوقيف 532 شخصاً على الأقل بسبب أعمال العنف. وأضاف: «من بينهم بعض قادة الحزب الوطني البنغلاديشي» المعارض.
وأوضح أن من بين الموقوفين المسؤول الثالث في الحزب أمير خسرو محمود شودوري والناطق باسمه روح الكبير رضوي أحمد.
وأشار إلى أن أمين الحق لاعب كرة القدم السابق الذي أصبح أحد قادة الحزب الوطني البنغلاديشي، بين الموقوفين أيضاً. وأكد حسين أن ميا غلام بروار الأمين العام للجماعة الإسلامية أكبر حزب إسلامي في البلاد، أوقف أيضاً.
وأرجع خبراء سبب الاضطرابات في البلاد إلى تباطؤ نمو الوظائف في القطاع الخاص وارتفاع معدلات البطالة بين الشبان، ما جعل الوظائف الحكومية، التي تمنح زيادات منتظمة في الأجور وامتيازات أخرى، أكثر جاذبية. (أ.ف.ب،رويترز)