المجد لمن يصنعه

01:46 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

* حين تلتفت إلى الوراء، وتنطلق في بطولة ما، أو مسابقة قارّية، كثيراً ما تكون، بعض المقارنات والقياسات ظالمة، حين تبدأ مخيلتنا وأذهاننا، في استحضار تلك الذكريات، والمشاهد الجميلة، والفوز والإبهار، والعروض الرائعة، وما كان عليه الأبيض، في مشاركته عام 1996م، حين بلغ النهائي وخسره، أمام شقيقه السعودي، متجاوزاً أعتى خصومه، وإن لم يكن أقواهم وأخبرهم، ولكنه عوضها بحماسة نجومه، التي ما زالت في المخيلة، وروح عناصره، وأثبتت الأرض صدق وعودها، وسحر الجماهير وتفاعلها، بأن نسقط ذلك، بالحكم على لاعبينا، من الجيل الحالي، سنكون بذلك قد ظلمنا وقسونا، على جيل الطلياني وزهير، قبل أن نظلم ونقسو على جيل، فتحت له أبواب مغارة «علي بابا»!.
* أن تخرج خاسراً، على أرضك وأمام جماهيرك، من دون أن تحقق الانتصار المنشود، وقد أبليت البلاء الحسن، وأديت الأداء الأمثل، وسعيت بعطائك، وبذلت أنفاسك، سيكون ذلك كافياً ومقنعاً، لمن وقف خلفك، يساندك ويدعمك بقوة، ولكن لم يكن ما قدمت أيها «الأبيض» العزيز، في مباراة الافتتاح، والتي عانيت فيها بصعوبة، ما يدلل ويشير، على الروح القتالية، التي عرفناها عنك، وعلى تلك الرسائل الإيجابية، التي كنت تحفز بها جمهورك، فمن أراد الصعود، عليه إثبات ذلك، بالأفعال لا بالأقوال، فالمجد يحتاج إلى من يصنعه، لا من يحوم حوله، ويبرهنه بعزم وصدق الرجال.
* اعلم أيها المنتخب العزيز، أنك ستقابل في جولتك القادمة «النمور الزرقاء» منتخب لا يبدو، كما كنت تراه، من قبل وتتوقعه، الهند تتصدر المجموعة الآن بأربعة أهداف جملة واحدة في مرمى تايلاند، فهي ليست مجرد «أكشن» من أفلام «بوليوود»، ومطبخ عالمي، بمزيج من الأطعمة والبهارات، فلديهم الهداف سونيل تشيتري، الأكثر تهديفاً، في المباريات الدولية 67 هدفاً، بل هي من التحقت في صناعة كرة القدم، وأصبحت تسابق الزمن، لهذا التحول الاحترافي، بعمل منظم وإستراتيجية واضحة، ولعب لديهم ديل بيرو وترزيجيه وزيكو، وليس بغريب على من يمتلك، الأدمغة والعقول الصناعية، وتقنية المعلومات والبرمجيات، أن يختصر مسافات ركب الاحتراف الحقيقي، لا الوهمي.
* الحلم الكبير، الذي رسمته وفرشته لنا، وشوقتنا لتذوقه، قد يصبح كابوساً، إن لم يكن هناك رجال، يبذلون الأرواح لتحقيقه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"