ثقافتنا وثقافتهم

04:00 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

لا أعلم لماذا يُصرّ البعض على التمسك بالمناصب الرياضية في الاتحادات والهيئات والأندية واللجان العاملة، ويعضّ عليها بالنواجذ بكل ما أوتي من قوة، ويفعل المستحيل للتشبث بها والتمكن من الكرسي، حتى إن وصل عن طريق اقتراع الصناديق والانتخابات، على الرغم من الفشل المرير والإخفاق في مدة سنوات قيامه بالعمل، فيما يقوم البعض بالجمع بين أكثر من منصب طوال هذه السنوات، ويمنع الآخرين من الاقتراب منه، ويتحول همّه إلى الدفاع عن منصبه، ليس من باب التطوير والتحسين، ولكن لاعتقاده أن المنصب أصبح ملكاً خاصاً به.
التغيير أمر حتمي لا بد منه، إن وجد المرء صعوبة في التأقلم والتكيف، والأسلم والأجدر أن يترك موقعه لآخرين قادرين على إيجاد صيغة توافقية، ولديهم من الوسائل والرؤى ما يُقلّصون به المسافات، ومن الشغف والطموح والقدرة والجرأة والقوة والإخلاص، ما يمكنهم من تحقيق الطموحات، بما يجعلهم مستعدين لترك كل ذلك وراءهم عند الإخفاق والفشل، في سبيل إذكاء المصلحة العامة، لا أن تتم المكابرة والمغامرة بإصرار وعناد على البقاء، على الرغم من أنف الجميع، فالاعتذار من شيم الكرام.
يبدو أن الاحتقان الذي أصاب جمهور الشارع الرياضي، وحالة عدم الرضى التي خلفتها النهاية المأساوية ل«الأبيض» في بطولة كأس آسيا، كانت أكبر من كل المبررات والحيثيات التي جاءت في تقرير اتحاد الكرة، فالمحصلة الميدانية بعثت الحسرة على الطموح القاري، واعتصرت قلوب الناس، كما جددت الإحساس بإخفاق تصفيات المونديال والتخبطات المتكررة، فتلك الكلمات المنمّقة البسيطة التي جاءت في التقرير «لم تسمن ولم تُغن من جوع، وتجاوزت الحقيقة بعدم الإشارة من قريب أو بعيد، إلى العروض الباهتة للمنتخب، والنتائج السيئة له طوال مرحلة الإيطالي زاكيروني، والعمل الخططي المبهم الذي لم تكن له نتيجة على صعيد بناء شخصية» الأبيض، وإخفاق تجسد في الخسارة في الدور قبل النهائي برباعية نظيفة، فكانت ردة الفعل الجماهيرية ما رأيناه من استنكار ورغبة في التغيير.
من الحكم الذهبية التي رسخها فينا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في أصول ومعنى القيادة «أن توحيد القلوب قبل توحيد الدروب»، وأن من يريد أ يؤسس مشروعاً ناجحاً، عليه أولاً أن يؤلف النفوس ويقرّب القلوب بعضها بعضاً، قبل أن يوحّد الجهود بروح تسري في المكان قبل البنيان، فالمحبة أساس النجاح، فأين إدارات مؤسساتنا الرياضية من هذه الحكمة؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"