خواطر البداية

02:48 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

* مازالت الذكريات تسكن مخيلتنا، والأمنيات تمني النفس لتلك الأيام الجميلة، التي كانت عليها الكرة، قبل عصر الاحتراف. لقد كان لدورينا عبق خاص، في حقبة التسعينات وما قبلها، ومحط أنظار الجميع، حيث استحوذ على قلوب الكبار والصغار، الذين كانوا يملأون المدرجات، ويرددون الأهازيج بكل حماس، بحضور لاعبين مميزين، مع الإمكانيات البسيطة، ومباريات كلاسيكية ودربيات كروية، ونجوم تألقوا وتعملقوا في الملاعب، ما انعكس على أداء المنتخب، وقوة فرق دورينا، وجماهير تمتعت بأدائهم، الذي أصبح مترهلاً وغائباً الآن، مع دخول التكنولوجيا، وعصر المنصات الإعلامية الرقمية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل مازال دورينا يُمتع، والأفضل بمستواه، وما الذي ينقصنا، وما الذي نحتاجه، حتى يعود دورينا قوياً كما كان؟
* تعود كرة الإمارات، بعد مضي أكثر من عشر سنوات، في زمن الاحتراف الكروي، لانطلاق أقوى مسابقاتها المحلية، بدوري الخليج العربي، مع التطلعات والدعوات، بتقليص وردم الفجوات المستدامة، بين الإنفاق والإيرادات، التي تزداد عمقاً، وتخلف وراءها العديد من العلل، التي تحتاج لوقفات، وعلاج مستدام، لسد الثغرات في تضخم المصروفات، وفي حجم الإنفاق المطرد، الذي تستحوذ عليه رواتب المدربين، واللاعبين الأجانب، حتى المواطنين، وبلغت أرقاماً قياسية للفريق الأول بكرة القدم، دون فرق الألعاب الأخرى، وما زالت القصة مستمرة، بعيداً عن مفاهيم الحوكمة، التي تغنينا بها.
* الاحتراف، الذي اتخذناه منهجاً وسبيلاً، لتطوير الجانب الرياضي، أراه لم يترك مكاناً للعاطفة، ولم يعد لمصطلحات الوفاء والولاء والانتماء بيان. أسماء كثيرة نراها قد غيرت أنديتها، وارتدت شعارات أخرى، وأصبح القبول والقناعة لدى جميع الأطراف، والوعي بالاحتراف يتسع، ومفردة الهواية يتقلص صداها، وكل موسم كذلك تسلط الأضواء على أسماء رنانه، تزخر بها كشوف الفرق، وصفقات جديدة، من المحترفين، مع توقعات ساخنة للمراقبين والمحللين، بترشيحات وتنبؤات، بتفضيل فرق للفوز وتحقيق الألقاب.
* تسابقت العديد من الأندية لاستثمار الفرص المتاحة، بالتعاقد مع عدد من اللاعبين تحت خانة «المقيم»، عطفاً على موافقة الهيئة، منذ الموسم الماضي، بخصوص إلغاء شرط الإقامة السارية، ما يرفع عدد الأجانب في دورينا، الأمر الذي يرتفع معه مستوى الدوري، ولكن تتقلص معه حظوظ اللاعب الإماراتي، الذي ستنخفض نسبة مشاركاته، وسيفتقد لتطوير مهاراته، والثمن سيكون باهظاً، وستضع أمام مدرب منتخبنا الوطني اختيارات محدودة من الأعداد القليلة، ما يشكل خطراً كبيراً، ونخشى من أن يسهم في التأثير على مستقبل المنتخب الأول، والمنتخبات السنية، وقد تظهر سلبياته بعد سنوات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"